طارق المحارب ..
6/8/2020
في رثاء بيروت ..
أجرمتمُ ..
أجرمتمُ !!
فهناكَ بنيانٌ هوى وهنا دمُ
وهناكَ شبَّانٌ قضَوْا ..
وهناكَ أطفالٌ بمشنقةِ انفجارٍ أُعدِموا
و هناكَ أُمٌّ تستغيثُ و تلطمُ !!
وهناكَ أشياءٌ و اشياءٌ على مرِّ السُّوَيعاتِ اختفتْ ..
و هناكَ ثغرٌ لمْ يعدْ بهِ مبسمُ !!
كمْ منْ شيوخٍ دونَ بيتٍ قدْغدَوْا !!
كمْ منْ صغارٍ بعدَ فجعٍ يُتِّموا !!
ما بالُ صهيونٍ يضاعفُ حقدَهُ ..
و على يديهِ حرائقٌ و جهنَّمُ ؟!!
الموتُ أضحى في بلادي قاطناً
تُلقى عليهِ منَ الأكفِّ تحيَّةً و يُكرَّمُ !!
ليستْ مواعيدٌ لهُ و مواسِمٌ
بلْ كلُّ صبحٍ او مساءٍ موسمُ
وكأنَّهُ قدْ صارَ حجّاً يُبتغى ..
و صيامَ دهرٍ يرتجيهِ المُسلِمُ !!
يتفنَّنونَ بقتلِنا
يتفاخرونَ بقهرِنا
يا لَلشُّعوبِ إذا غدا فيها الغذاءُ وماءُ شُربٍ يُسقِمُ !!
أشعلتمُ نيرانَكمْ
وبثثتمُ أحقادَكمْ
وصدقتمُ بعهودِكمْ ووفيتمُ !!
بيروتُ يا أختَ البهاءِ و بِنتَهُ !!
كيفَ استفقتِ و كلُّ أُفْقٍ مُعتِمُ ؟!!
خسفتكِ أيدي الغادرينَ ..
و شوَّهتْ وجهاً حباهُ الحُسنَ ربٌّ مُنعِمُ
في كلِّ يومٍ تزرعينَ و يُحرِقونْ
كلَّ الضَّفائرِ و الخدودَ و ماءَ زرقاءِ العيونْ
و كأنَّهمْ قدْ أقسموا :
ألَّا تُرى في معصميكِ أساورٌ
أو في سمائِكِ منْ دخانٍ أنجمُ !!
كيفَ النَّجاةُ و بحرُنا يغتالُنا
و مياهُهُ في كلِّ يومٍ تُستباحُ ..
وتحتَها الأسماكُ تُسلَبُ و النَّباتُ يُسمَّمُ ؟!!
اِبكي على منْ باتَ ليلتَهُ بلا سقفٍ ..
و نوحي فالشَّوارعُ مأتمُ !!
تتأوَّهُ السَّاحاتُ منْ حجمِ المُصابِ ..
و كلُّ سوقٍ مُعدَمُ !!
و مساجدٌ و كنائسٌ قدْ أيقنتْ أنَّ الصَّلاةَ تأجَّلتْ أو فارقتْ ..
و النَّارُ تلتهمُ المنابرَ والدَّمارُ يُعمَّمُ
اِبكي على زمنٍ بهِ ..
يُنفى المُحِبُّ وذو الضَّغينةِ يُكرَمُ !!
ها قدْ ذُبِحتِ منَ الوريدِ إلى الوريدِ ..
و شُوهدَتْ فيكِ الدُّروبُ كئيبةً ..
و ترى الصَّبيةَ و المُسِنَّةَ دونَ حَدٍّ تُرجَمُ !!
وترى الكلامَ بأحرفٍ قدْ شاهدتْ هوْلَ المُصابِ ..
فثغرُها يتلعثمُ !!
و العيشَ يا نبضَ العروبةِ لمْ يعدْ عيشاً ..
و ماءُ النَّبعِ مُرٌّ و السَّواقي علقمُ !!
طارق موسى المحارب ..
بقلمي ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق