الفضائل المفقودة
علموني حين كنت طفلة عن معنى كلمة وفاء..
حدثوني عن الصداقة والمحبة والإخاء..
أخبروني أن الحقيقة باب النجاة من المشاكل..
لذا ابتعدت عن كل أنواع الرياء..
كبرت في أعوام أربعين..
واكتشفت الفرق بين الناس عبر الأيام والسنين..
انصدمت و ارتبكت و تعلمت من صغار و كبار..
و أحيانا مسنين..
أن الحياة لم تعد كما كنا متخيلين..
أفقت من غيبوبة طويلة من عالم للحالمين..
وجدت كل أنماط الخداع والكذب والمنافقين..
بحثت عن ما يسمى بالرضى..
يا أسفا عليه قالوا لقد مضى..
سألت فأين أجد الأمان؟
أجابوني هو أيضا أصبح في خبر كان..
فماذا عن الأصول و التراث والجذور؟؟
فقالوا..
ربما ما يزال عند البعض منهم شيئا في الذاكرة محفور..
حزنت و بكيت و نعيت زمانا بات عاجزا مقهور..
كل جميل فيه ضاع و فازت شعارات أهلا بالغرور..
يالها من مسرحية تراجيدية..
سخيفة و حزينة وأحيانا تبدو غبية..
أيقنت أني في صراع بين ما تربيت عليه من قيم ومثالية..
و بين ما يحصل على أرض الواقع من أمراض و عاهات نفسية...
فقررت أن أغمض عيني مجددا..
كي لا أرى نهاية ما تبقى..
من ما يدعى الفضائل الأخلاقية..
إنصاف قرقناوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق