أدمنت السفر.
ورحت أطارد الأحلام.
وسرت بدروب.
أكثرها صحارى.
وقطعت بحورا وبحور..
وعشت حياتي
بطولها والعرض.
ترف..سهر..
لبس..وعطور..
ومع ذلك
لم أجد السعادة.
هناك شيء ينقصني.
ودائما يطاردني.
ذلك الإحساس والشعور.
أشعر بأني غريب.
سلخ عن موطنه.
وهو بغربته مجبور..
فلا الأهل هم أهله.
ولا الديار هي دياره.
ولا الزهور هي نفس
الزهور..
فلا الأكل له طعم.
ولا الماء يستساغ.
حتى هوائها معصور..
أحن الى طبخ أمي
الى خبزها..
أشتاق رائحته عندما.
تقلعه عن صاجها والتنور.
أحن إلى آهلي.
إلى أخواتي
إلى لمتنا على
سفرة الفطور..
أشتاق إلى أبي
إلى ضحكته.
إلى وجهه الذي.
يشع منه النور..
أحن إلى حارتنا
إلى أزقتنا
التي يزهوا بأطرافها
القيحوان والدحنون
والفل والمنثور..
إلى حواكيرها
وإلى شرفاتها التي
تعمشقت عليها الياسمينة
والمجنونة.
وعشعش فيها.
حمامها والعصفور..
..
آه ياذاك الحنين.
وآه ياذاك الاشتياق.
الذي أتعب القلب.
وأثقل على الصدور..
وحسسني بأني مبتور.
لا آصل ولاجذور..
.
الآن أدركت
بأني كالشجر.
لا يزهوا إلا بموطنه
أغصانه تعانق السحاب
ويضرب في أرضها
الجذور..
حتى لو كانت مائه غور..
فيكفيه كل صباح.
أن يمر عليه الندى
مرور.
.
فيا شفاه انطقي.
فما عاد الصمت يجديني.
وما عادت الآهات تكفيني.
فشوقي أحرق ضلوع
الصدور..
...
جرناس حوران أبوشاكر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق