الاثنين، 23 مارس 2020

قراءة تأويلية في نص الشاعرة السورية خلود عمران ... للأديبة ساحرة الحرف د.ليلى الصيني

قراءة تأويلية في نص الشاعرة السورية
Kholod Omran

💗صوتُ الحياة 💗

أوّاهُ من قلبٍ تضرّعَ لهفةً
إلى الله همساً.. ليحيا رفيقا

كلُّ الأماني في حياتي شموسٌ
ونورُ وجهِ أمّي يزهو دفيقا

طيفُكِ الورديُّ زارَ دقائقي
وأحالها روضاً من الأشعار.. رحيقا

ترانيمُ حبّكِ تستطيبُ عذوبةً
وخفقُ قلبكِ في دروبي طريقا

عزفتِ الحُبَّ لحناً في فؤادي
سكبتِ النورَ في عيني بريقا

قد أينعَ حبّكِ في روحي زهوراً
وأزجى الحرفَ في سطري أنيقا

من صوتكِ.. الأيامُ تشدو طفولةً
وأحيا العمرَ  عمرين.. شروقا
بقلم ..خلود عمران
.................................

فهي تعطي الحياة  حياة  من البشر وسواها  إنها الخصوصية  حيث  إختصها الله من بين مخلوقاته بخاصية منح الحياة  ومع منحه سبحانه وتعالى لها هذه المقدرة فقد أمن لها حماية والحماية دائما وأبدا تتوق لها رغبة وحبا وحماية 
 وهاتيك وظائف رفيق العمر آدم  أتحدث عن القاعدة العامة بمطلقها في الحياة   فالحياة هي بمطلقها ذكر وأنثى  لكن فكرة منح الحياة وحمايتها في مبكراتها  هذا أمر منوط بها وحدها  بدءا من الحمل ومدته إلى الولادة والتربية والعناية حتى بلوغ الحلم !
أتحدث عن أمي وعن أمك وعن أم كل قارئ
 لحديثي هذا  مأخوذ عن القصيد  موضوعنا والمعنون "صوت الحياة " وهوذاته ما تقوله  الشاعرة المبدعة في قصيدتها الرائعة
(صوت الحياة)
 وهي ليست فقط صوت الحياة  فالأنثى الأم هي كل الحياة؛ هي نشيدها عزفا وشدوا ترنيما وتعطيرا وزهوا ؛.... 
 أكاد أو كل قارئ ومستمع ومتابع لكلماتي وللشدو الشعري موضوعنا  أن يهبوا وقوفا ؛ إحتراما وتقديرا وربما تقديسا أيضا لكل أم 
 بدءا من حواء الأولى  وحتى أمي وأمك وأم كل قارئ ومستمع 

شاعرتنا   بدأت قصيدتها بتضرع هامس لرب العالمين... هذا ما رأته وشهدته مبدعتنا الفطنة والواعية لسبحات مشاعر وأحاسيس أمها وتوجهها مباشرة إلى راعيها ومبدعها في سمواته العلي  حتى إن إحتمالية تواجد شموس متعددة لايذهب بها بعيدا عن أن تستمد ضياءها من نور أمي  هذا إبداع الشاعرة..عن الأم
   ثم تمضي في تدفق يتخاتل ويتخايل في ذهنها ومع خفقات القلب منها  ليفتح مجالات لأن يزوره طيف أمها وسيل نغمات وترنيمات الشعر تنساب رقيقة من رحيق  هو نبت من خليط  ورد وسيال رحيق شعري
 ونمضي مع الشاعرة  خلود عمران....فهي مبدعة نعم مبدعة
 كل شاعر يقدر أمي وأمك وأمه 
فتبقى ترانيم ذلك الخلق الأسطوري الرائع  ترانيما مستطابة دائما وأبدا في خلود لامتناهي حتى فردوس الإله  الأعلى والنصوص القرآنية  نذهب معها في صحبة الأم  
  وفي شطري بيت شعري
 ("عزفتِ الحُبَّ لحناً في فؤادي 
.سكبتِ النورَ في عيني بريقا")

 هكذا الشدو نما وإنصب لحنا من الفؤاد الخلي المنطلق من النور المنسكب بريقا في ترحال راق وناعم بين عيون يحار الناظر إليها 
فهذا النور من أي عيون إنسكب وإلي أي عيون؟
  هو منساب هل من الأم لوليدها أم من الوليد لها ؟ ولكنه إبداع لايطاله إبداع آخر ؛..............
وتذهب بنا الشاعر ة في ترو ولين ودفء كلمات    وأحضان تعبيرات بقدرتقدير قلب وليد  لكيان كامل وتام  إحتضنه وأدفأه  ثم أطلقه إلى ركب الحياة ومسارات الدنيا 
  فمع الإيناع والإزهار  لايكف عزف الحياة  عن النمو والتفتح بين الروح والجسد .بين زهر وحرف  عطر لا يفارقه صوت يمنح الشباب والرجولة وحس طفولي لايغيب ولو بغيابها فهي( الأم) الحاضرة الغائبة في الوجدان  سرا وعلانية  وحنانا وعطفا
في أرجاء النفس فتطيب وتطيب لنا الحياة ".. 
ربما كان أكثرما يلفت النظرفي القصيد الذي نحن بصدده والمعنون " (صوت الحياة" )  وبالنسبة لي كقارئة إنني ظننته رثاء أم  وأمومة راحلة  لكن مع انسيابي في نهرالكلمات أدركت أنه حديث يطال كل أم بالعموم كل أم  فكل أم هي في التاريخ الإنساني قيمة وقامة  هي أحضان دافئة لاتنتهي ولاتبرم  ولاتمل 
 الأم طاقة ودفء وحيوية وحياة تعطي كل لحظة حياة
 فتحياتي وتقديري لشاعرتنا الرائعة والمبدعة Kholod Omran 
في حديث شعري يحتضن القارئ والمقروء له والمقروء عنها  فهي بالمطلق وفي العموم  هي كل أم....
لحرفك تنحني القلوب أيتها المبدعة

مع تحيات الدكتورة ليلى الصيني
23/3/2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق