حديث الرّوح ...
نعيشُ على أصداء ذكراهم ، على وقع حروفٍ وهمساتٍ كان لصدى تسرّبها لمسامعنا صدى انتهاك قطراتِ المطرِ شقوقَ أرضٍ ضعيفةٍ أنهكها الظمأ .
تثورُ حيناً لواعجنا براكينَ تحرقُ منّا الأفئدةَ والأبدانَ ويجنُّ الحنينُ حتّى يكاد يمزّق جدراناً وطواحينَ تسمعُ جعجعتها دونَ طحين .
من كانوا يوماً رفقةَ الرّوح ، بل الرّوحِ ذاتها ليسوا هنا الآن .
وتهدأ حيناً فتعلو زفراتنا ، تخرجُ من أجوافٍ أربعة لتلهبَ مجرى رغامنا ، لتُذهبَ ببعض حلم كان يرابض في سقوف ديارنا .
محالٌ مهما قسونا ، مهما جلدنا أنفسنا بسياطِ غرورنا ، وكرامةٍ مجبولةٍ بالعندِ أن نسلوَ من أعادَ النّبضَ ، من أحيا الجذرَ ، من استقرَّ في شباكِ عيوننا .
ربّاه ! كيف يساقُ المرءُ لحتفه مراتٍ ومراتٍ وفي كلّ مرّةٍ ينجو ، ويعلنُ توبته ،لكنّه يعودُ لذات الحتف على يد ذاك الخفق مترصّدا متعمّدا قابضاً بأسنانه على بقايا رمقٍ لحبّ تاق إلى العتق .
لا لن نستطيع وأد الشّمس إن تبدّى نورها ، لن نستطيع قهر جبروت الحبّ .
أسمعتَ بالطّاغية ؟
نعم طاغية !
لكن لا تستطيعُ أن تقيمَ عليه الحدّ .
رنا كامل محمود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق