مشاركتي المتواضعة في برنامجكم الرائع (بقلم أديب )
حب وحرب
أحمد طبيب وسيم لكّنه يعاني من عرج بسيط في رجله إثر حادث في صغره يعمل في مستشفى خاص يعالج الكثير من الحالات التي تأثرت بأحداث الحرب
في يوم الأربعاء يذهب أحمد إلى عيادته الخاصَّة ، فيجد صبيَّة رائعة الجمال والأناقة .تجلس في غرفة الانتظار ، تنتظره....
بفارغ الصَّبر ، يدخل أحمد يراها يقف مندهشاً مصدوماً ، غير مصدِّقٍ أنَّها أمامه هنا في عيادته ، وملايين الأسئلة تبوح بها نظراته ، لكن غزل تأخذ يده وتجلس بجانبه لتسرد له حكاية الحرب التي لاتترك خلفها سوى الدَّ مار والمصائب والكوارث ، وتشعل الخلافات بين من كانوا قبل الحرب أسرة واحدة ، حرب خرَّبت النفوس وجمَّدت العقول وألقت بظلالها على مجتمع كامل خرَّبته شرَّدته أبعدت المحبين ، وقد وضعت كلّ منهما في مكان ، الطَّبيب الشَّاب يعمل في مشفى مع مصابي الحرب ويداوي جراحهم النفسيَّة.
غزل رفيقة الطُّفولة ، وردة الحارة ، زينة حديقتها ، التي دمرتها الحرب وشردت طيورها ، نزحت مع أهلها إلى جهة غير معروفة ،هربا من الأهوال التي كانت تهددهم ، ابتعدت مع أسرتها واختفت لسنوات طويلة.
بحث عنها أحمد لسنوات وسنوات لكنه لم يجدها ولا حتى سمع عنها خبرا يطمئن قلبه ...ويخفِّف من أشواقه ، ولم يجد غير المشفى مقرا له ، رغم ظروف الحرب القاسية ، فوجد في عمله الملاذ الآمن والنبيل.
انسجم أحمد بعمله لدرجة أنسته نفسه فلم يعد لديه أي اهتمام سوى مرضاه وعمله الإنساني العظيم ، بينما غزل وجدت لنفسها مكانا في مشغل للخياطة ، ضمن مجموعة من النسوة اللواتي نزحن من بيوتهن، في المدينة التي لجأن إليها .
وهكذا وبعد مرور السَّنوات ، سمعت غزل النّسوة يتحدثنَّ عن ذلك الطَّبيب الشَّاب الوسيم المخلص الذي وهب نفسه لمهنته ومرضاه .
سارعت غزل في البحث عن أحمد ، الفتى الذي لم يفارق أحلامها يوما ، وهكذا التقته بعيادته مع مرضاه بمريوله الأبيض كما قلبه ناصعا شفافا ،رحيما .
كانت تحكي له عن رحلة النزوح والتشرد، وأحمد ينظر في عينيها غير مصدق أنهما التقيا أخيرا.
بسمة عبيد
الثلاثاء، 17 مارس 2020
حب وحرب...للمبدعةساحرة الحرف الراقي..بسمة عبيد
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق