الأربعاء، 18 مارس 2020

وعاد الليل ---- للشاعر الفذ المتألق محمد جاسم الرشيد

وعــادَ اللـيــلُ.............
وعــادَ اللـيـلُ يــوغـلُ بالتـمــادي
كـأنّـي فـريسةُ طـلـبَ اضطهــادي

فأدخـلَ مَخـلـبـاً فـي وسطِ صـدري
يـريـدُ المـوتَ يسكـنُ فـي فــؤادي

سألـتـهُ مـا لسهـمـكَ قــدْ رمـانـي
وحـطّــمَ مـهـجـتـي دون الـعـبــادِ

فـتـمـتـمَ هــادراً والصـوتُ يعـلــو
لأنـّــكَ عـاشـــقُ دونَ أعـتــمـــادِ

صُدمـتُ واعـتـلى فـي الصـدرِ هـمُّ
اَحــثُ السيـر فـي سبـــعِ شـــدادِ

هـمــومُ غـربـةُ تـجـتــاح ُقـلـبــي
كـفــيــفُ لا أرى نــــوراً بـــــوادِ

قــذتْ عيـنـي وعـانـت ْمـن رقـادي
وبـاتَ الخــوفُ يـأمــرُ بابـتـعــادي

لـيـعـلـمَ إنـنـي مـا عـــدتُ كبشــاً
يـقــدمُـنــي، إذا أَمــــر الأعـــادي

يـعــامـلُـنـي كـأنّــي بــتُّ حـمــلاً
وديـعــاً للـــذي طـلـبَ اِقـتـيـــادي

كظـمـتُ الغـيـظَ لـكــن دونَ جــدوى
وقـلـبــي قــدْ تـمسـكَ بالـحـيـــادِ

بــهِ نــــــزفُ ولـكــــن لا يــــراهُ
فـمـــاذا يـصـنـعُ حـيــنَ أُنـــــادي

قبـضـتُ عـلـى مخــالـبـهِ بصــدري
وصـحـتُ مـنــاديــاً تـلـكَ الأيـــادي

يــرى الإيـمــانَ يمــلأُ كـل قـلـبـي
ويـعـلــنُ إنّــــهُ ثـبــتَ ارتــــدادي

وقــعــتُ مـثــل َمـغـشــيٍ عـلـيـهِ
وقــدْ حـلَّ الســوادُ عـلـى الســوادِ

فمــا عــادَ الجـمــالُ يسـودُ لـيـلـي
لأنَ الـكـــلُّ فـكّــــرَ باصطـيـــادي

بصـوتٍ مـغـــرمُ قــالَ امتـطـيـنـي
لـعـلّـكَ تــــدركُ أثــــرَ الـبــــوادِ

ولـكــنَّ الـجـــوادَ ســرابُ حـلـــمٍ
يسـاومـُنــي فيســرقُ لــي ودادي

فمَـن لـي يـا تُـرى حيـنَ احـتـوانـي
وأغـرسَ مخـلـبَ الغــدر ِ الـرمـادي

أخــاطـبــهُ لأنّــــهُ بـــــاتَ لـــصاًَ
وربــّي حـافـــظُ قـلـبـي المنــادي

دعــوتُ اللّـــه يجـلـي كــل َّهـمـّي
ويـجـعـلُـنـي بمـنـأى فـي بـــلادي
بقلم/محمد جاسم الرشيد
٢٠٢٠/٣/١٧

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق