مدن أشباح ..
تعلمنا الطبيعة بأنه مهما طال حكم تسلطنا المفرط عليها إلا أننا نصبح ضعفاء أمامها في النهاية ، حتى إنها تهددنا هي بدورها الآن لتسيطر علينا و تقلب الموازين . هي كذلك الحياة و التاريخ يعيد نفسه في نهاية المطاف ، فمن خلالها و معها و داخلها نقتسم القدر نفسه . و أكثر من كوننا نملكها ستملكنا هي بدورها ، كما في القديم ، عندما كنا نخضع لضرورات الطبيعة لكن مع فارق نوعي ، في الماضي كان الخضوع محليا ، أما اليوم فسيكون عالميا . لماذا ينبغي علينا منذ الآن البحث عن التحكم في تحكمنا ؟ لأن تحكمنا لم يعد منضبطا و أصبح يتجاوز هدفه ، بل أصبح ضد الإنتاج . لقد انقلب التحكم الخالص على نفسه ...فلا حاكم أبدي غير الله والقوة الطبيعية التي أنشأها !!
و في الواقع فإن الأمر أصبح أكبر من مجرد حالة استثناء عادية ، و جميع النظريات الفلسفية للطبيعة لن تسعفنا لفهم هذه الظاهرة الجديدة ولا تلك الظواهر الأخطر التي تنتظرنا في المستقبل ، و التي لن تهدد فقط بإلغاء السياسة، بل سنكون مضطرين هذه المرة و من الآن فصاعدا أمام حالات الإستثناء القادمة ، إلى أن نضع الطبيعة و حقوقها ، و ليس السيادة ، فوق القانون !!
إن الطبيعة تجبرنا اليوم على أن نصغي لها بتواضع ، و أن نختار بين الوجود أو التملك .
...سوزي حايك ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق