عروس البحور..
بقلم د. أمل درويش.
حين تخشى الحروف أن تخدش حياء الصمت وتبوح، أتراها ستُعبّر؟ وكيف لها أن تجد ما يليق بك؟
وكيف لها أن تحيط بأبعاد قلبك وتنصفه بالوصف؟
براءة وليد ما زال يحبو وقلب عشريني على نبضه تهتز أركان الكون..
ودفء أحضان أم في رحابها يجتمع الكل..
من أنت؟
لتكون الروح بين يديك باندفاع شابة ذاب جليد قلبها وقناع الشمع الذي أخفت خلفه تشققات روحها؟
تحلق بين ذراعيك كفراشة، برشاقة راقصين على صفحات جليد روحها تمايلتما..
طيفها يتمايل يمنة ويسارا ونبضها يسابق نبضك!
نكتب صفحة في تاريخ لم يبدأ، نغزل لحنًا نسمعه وحدنا دون كل البشر.
وعلى نوتاته نحلق.. ننطلق.
أهكذا يكون العشق؟
لا تسخر من سذاجتي؛ فهذه أولى روايات عشقي سطّرتها حروفك في قلبي دون أن تستأذن..
وتاقت بها روحي وكأنما ولدت اليوم..
في لقاء بين طيّات السحاب.. تسللت أرواحنا هناك بعيدًا عن كل العيون، وذابت في الهوى ولم تعد..
ناديت روحي فلم تُجب، وحين عنّفتها لم تنتظر وبادرتي بسيلٍ من التهم..
أنا السجان الذي حاصرتها ولعنفوانها لم أستجب..
لم يعد لي عليها سلطان..
وتبددت كل الأشجان..
والفجر لاح واقترب..
ومن سنا أول ضياء نسجتَ لي وشاحًا من نور..
وأطلقتَ عليّ لقب: عروس البحور..
بثوبي الأزرق الهادئ، وقلب يموج ويفور..
مددت يدك لي لأسكب أناملي عليها فتغرق في تفاصيلها وتتوحدان كأنهما لم تفترقا يومًا..
ونمضي كطائرين يحلقان، يتراقصان على أطراف الأنامل، يتركان خلفهما ظلّا واحدًا..
وها نحن ما زلنا نتوسد مقاعد الوقت، وهذا المقعد الخالي يتوسطنا وكأننا تركناه خشية أن تذوب المسافات بيننا وينتصر علينا العناق فلا نفترق، وعينانا تتابعان رقصة الأرواح من بعيد، تتمنيان لو بقينا على هذا الحال للأبد..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق