الأربعاء، 25 مارس 2020

إلى نفسي --- للمتألقة ضحى العبيد

إلى نفسي...
أبحثُ عن نفسي... بين صفحات كتبي، لعلها اختبأت بين السطور، أو الفواصل وعلاماتِ الترقيم، أُبْعِدُ الكتب قليلاً ربّما سقطتُ بين كتابٍ وآخر، أو علقت بنقطة حبرٍ، وربّما اختبأت بين الورقةِ والحبر، أرى روحي مزجت وتجانست معهم، فلم أعد أميزُ بين روحي وبينهم، ولكن أين اختبأت نفسي إذاً ؟
عبثاً لم أجد نفسي....
ربما ضاعت مني ولم ألاحظ، بل لم أفتشَ عنها، حتّى ولم أشعر بغيابها ، أو سئمت مني وتخلت عني!!
فكيف لها أن تحتمل فتاةً سوداويّة الأفق مليئةً بالترهات؟
تنسى نفسها ولا تنسى ماضيها، تتعايش معه وتتجرعُ من مائه النتن، وتلتهم حجره الصواني الصلب، وتعيدُ شريط حياتها المُرّة كل يوم، كأنّها تتلذذُ بتعذيبِ نفسها، وتعشقُ رائحةَ جسدها المحترق، كوَلْهاء تطربُ بصدى مذكراتها كلّ سديم، كأنّهُ لحنٌ فيروزي لكنّه خلافَ المعروف، وتقدمُ النصيحة لكل الناس ولا تنصح نفسها، كأنّها سدت كل الطرق إليها، ظلي ضائعةً يا نفسي، وزيدي على وجعي، فأنا لا أستحقكِ؛ لأنَّ خيركم خيركم لأهله، وأنا لا خير فيَّ، الكل يتمنى أن يكون أنا يا نفسي، وأنا أتمنى ألا أكون أنا؛ لأنّهم لا يعلمون مدى الوجع الذي يملأ صميمي، يعدونَ على أصابعهم ما أملك، وينسون أن يعدُّوا ما فقدت، ولو تذكروا فلا تكفي أصابعهم لعدها، متأكدٌ أنّي عندما أتخلى عن ماضيّ الكدر، سأجدكِ إلى جانبي، أعِدُكِ أن أحاول، انتظريني، أحبكِ.
ضُحى العبيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق