*** رحيل وأنين ***
وما أصعب من أن تتخذ قرارا وقد يُفرض عليك ، وما أقسى ذلك الإجحاف بحق نفسك ، عندما تعطي الأشياء أكبر من قيمتها ، وما أوجعه من ألم عندما تهاجر كهفا نقشت أجمل الذكريات بين جدرانه ، ثم تكتشف أنك كنت تقف على أرض خاوية ، لم يساندك فيها حتى من اعتقدت يوما أنهم أسكنوك في جزء من الفؤاد ، فأنت إذن مخطئ وتستحق العقاب ، ويخطئ من يظن أن مرارة الفراق هو الرحيل عن مكان فقط ، ولكنه الحنين والألم في وداع أحبة كنت يوما قد وجدت فيهم الوطن ، فحينما لم تجد ملاذا غير أكناف صدق روح عهدتها ، تُجبر حينذاك على الرحيل عن مدار كان يوما المركز الأول بالنسبة لك ، بل نواة أنفاسك ..
رحيل مُكلل بألم ووجع ، من يراه يحسبه رحيل بإرادة وقوة ، يتوه عن خاطره بأنه ليس كل باسم الشفاه يكون ضاحك الثنايا ، فكم منا يضحك ليخفي جرحا مكنونا بين الحنايا ..
نطوي صفحة من أعمارنا تلو الصفحة ، صفحة يَدمى الفؤاد لطيها بين دفتي سِفْر من أسفار كينونتنا ، ليس فقط لفقدانها ، وإنما لأنك تُوقن بأن نقاء روحك وعطاءك ليس له مكان بين تلك المرافئ ، ربما كانت من أروع مرافئنا ، وأقوى أشرعتنا ، تارة يحتضننا شاطئها بكل دفء وينقلنا عبر ربيع الأزمان بين زهور وريحان .. وأخرى يقذف بنا بكل عنف وقوة وشراسة ،على مرفأ آخر لا علم لنا به ، وطُوي الكتاب ..
وبين هذا وذاك وبين مد وجزر تبقى لحكايانا أمدا وبقية ..
وللحكايا بقية
تحياتي # نجلاء جميل #
الاثنين، 13 يوليو 2020
رحيل وأنين..للمبدعة نجلاء جميل
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق