سداسية الحرف المشاكس
سعدي عبد الكريم
1
من يُروِّضُ
هذا الحرفُ المشاكسُ
المخبوءُ في ذاكرتي
الذي يجذبني
صوبَّ حزنٍ دفينٍ
ربما هو حزنٌ قديمٌ .. جديدٌ
على وطني
2
ليس لي ..
إلا أن انحني في حضرةِ
قبر شهيدٍ
واقبَّلُ جبين امرأةٍ ثكلى
وشيخ بلا مأوى
وطفل مشرد على الرَّصيفِ
وألعنُ كلّ طغاةِ الأرضِ
وجميع القتلةْ
3
من يوقظُ القطا
من غفوتهِ ؟
غير صيادٍ اخرقٍ
بطلقةٍ طائشةٍ
لو كان لي الخيار
لسحبتُ الأزمنة من ياقتها
وصلبتها في الحرورِ قروناً
لتعترفْ ..
بأنها أضاعتْ أعمارنا هدراً
في متاهاتِ الحروبِ
ونزقِ السّاسةِ
4
في وطني
تَتكَوَّرُ اللحظة
من قوافل حزنٍ مثابرٍ
وآفاق وجعٍ مهاجرٍ
وأكوان فقرٍ مستقرٍ
يخترقُ الأزمنة
ثم يأوي إلى فاجعةِ الانتظارِ
أو الاحتضارِ
أو ربما الموتْ
5
بغدادُ ..
تلوحُ ليّ بجسدٍ منخورٍ
ودمشقُ ..
تومئ ليّ برأسٍ منحورٍ
تُرى ..؟
أيهما الجرحُ
وأيهما الجريحُ
6
لم يَمّتْ
ذاك المتوسدُ الليل
دثاراً ..
والمعانقُ النهار
ضوءاً ..
المُتَيمَّمُ بالحُبِِّ
وضوءاً ..
فما زالتْ في الأفقِ
ثمة قصيدةٌ لم تكتبْ بعدُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق