عشقت امرأة من وهم
عشقا معجونا بالسم
أصابت قلبي بشر سهم
سلبت عن عقلي الفهم
جعلتني في غياهب حلم
حديثها عن الحب مقدس كالعبادة
وأنه غاية الهناء على وسادة
وجميل عمر في زيادة
ولذة العيش بمنتهى السعادة
كلامها كالسحر فيه طلاوة
وأشد من العسل طعم حلاوة
بوحها في الأذن كما التلاوة
مذهبا عن القلب كل غشاوة
تتدلل فتمتلك مشاعري عنوة
رقيقة ما أبدت يوما جفوة
تسللت أسوار قلبي سهوة
واستباحته محراب فيه الخلوة
تمكنت فكما عبد لها انحنيت
ولا استعصيت عليها ولا أبيت
ولها عن كل الأشياء تخليت
وطوعا سمعت لها ولبيت
ولا تململت من حبها ولا اشتكيت
فجعلتها في حياتي الأميرة
وأعلمتها جهرا مافي السريرة
فلا أريتها لحظة مريرة
ولا آخذتها بسوء جريرة
عاهدتها ألا أخون عهدا لها
ولا يوما هضمت حقها
وما يزاحمني أحدا حبها
وحافظا في غيابها سرها
لأكون أنا الوحيد بقلبها
فأكدت لي أن لا عليك أنت الأول
وقلبي إليك المسكن وفيه المنزل
وروحي لروحك مهد وموؤل
فقر عينا مقيما لن ترحل
مصدقا أسلمت نفسي وراضيا
وكان الهوى علي قاضيا
فما ترددت قلبي أن أعطيا
ولا استشرت في قراري عقليا
كطفل عند الرضاع لا يكون عاصيا
فأشعرتتي الآمان والسلام
وبادلتها الحب والغرام
وصدقت منها معسول الكلام
فحسبت في الجنان المقام
وأن الحال تمام التمام
كإنني شهريار بغمرة الأحلام
لكنه الوهم خادع مشاعري
وليست إلا عاصفة مزقت أضلعي
وسراب داهم قلبي ليقض مضجعي
فيكوي الفؤاد ويلهب أوجعي
وينتهك البؤس مهجتي فيضرم لوعتي
لله شكوت صدمتي ومصيبتي
وتيقنت أن ماكان سرابا زاد علتي
فليتها ماطالت غفلتي
فاضطررت بعد السرور هطل دمعتي
باسم الحب استباحت مهجتي
امرأة من وهم
جعلت من الحب طُعم
سقتني علقم مر و سم
تركت في قلبي هم
راحلة لاتحمل إلا الذم .
بقلمي : فواز محمد الحلبي
23 /9/2021 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق