السبت، 8 ديسمبر 2018

أمي توعدي ...للمبدع شحدة خليل العالول

في رثاء أمي
 أمـي تَوَعَّدي 
نضَجَتْ زروعُ فنائنا المتمددِ

وتأرجحتْ بغصونها و زُمُرُّدِ

وطوتْ طويلَ بنائها و تألَّقتْ

صُوَرُ البدورِ بوجهها المتمرِّد

طلَعَ الصباحُ على عبيرِ زهورها

فسَقَى بطيبِ نَداهُ ،لم يترددِ

وتطايرتْ بـنشـيدها كـطيـورها

سُـحُـبُ السماءِ بذكـرها وتَجـَدُّدِ

وأصابَ نور جبينها نَظَرَاتِنا

بُهِرتْ به وتــسـابـقـتْ لـتبدُّدِ

وسمت قلوبُ عشيقها وتمايلتْ

لسنائها وصفائها المـتعدِّدِ

بنت الرياض بوجهها قسماتِها

مَثَلُ الشبابِ يحيطُها وبأجْوَدِ

مضت السنون ،عقودها وتقطَّعتْ

فـقساوةٌ روت الزمانَ بأسودِ

تَرَكَتْ ديارَ عزيزها وتقاذفتْ

بدروبها الـعثرات كالـمـتَـعمّـِدِ

طَوَت الخيامَ إلى الخيامِ بلوعةٍ

سقت الأنامَ بدمـعها المُتورِّدِ

و تناقلتْ عبراتها سحب الدُّنا

وتوسَّدتْ بأنينها الـمـتشرِّدِ

وكَوَتْ بذابلِ لحـظـها بسماتهم

فـتـقـاطرَ المتحمِّسِ المُتَوَقِّدِ

دَفَنَتْ حبيب شبابها وتـثـاقلتْ

كُـثـُبُ الرمالِ برِجْـلِـهـا بتوَدُّدِ

وتَغَمَّسَتْ شظفَ اللظى، وتعَمَّمَتْ

وشريكها شُهُبُ السماءِ كموقِدِ

وتطاولتْ برجالها ونسائها

عَمَرَتْ ديار لُـجــُوئها بـتـوعُّدِ

غداً الخيولُ ستنهضُ بجروحها

تَعِدُ الـتـرابَ بـعـودةٍ وتمدُّدِ

غداً الديارُ تعودُ من غُرُبَاتها

ومعامل القبضاتِ والمتجدِّدِ

وحقولُ قمحِ سهولها وغصونها

وطيوره ،و نقائها المترصِّدِ

بَعَثَتْ لمجدلها نسيمَ محبةٍ

طـلـبت لـتدفنَ في ثراءِ مُـحـمَّـدِ

حَجَزَتْ لِمِتَتِها ثرى لـيُـغـِيثَها

فقساوةٌ ضغَطتْ كما المتشـرِّدِ

وتعطَّلَتْ كلماتها بتوجُّعٍ

نَطَقَ اللسانُ :أريدُ من سهَري غدي

وحديقتي و حظيرتي وجِماليَ

فزهوريَ عَـبَـقَتْ بعطرِ تَوَدُّدِ

فتريدني لأبلَّ ريقَ غصونها

وأنام تحت ظلالها الـمتزهِّدِ

وترابها ليضمني بحـنـانـهِ

وبعشقهِ الأبديِّ والمتمردِ

فَبُنَيَّ قُمْ لتريحني ، بإعادتي

لـجـذوريَ، فـفـؤاديَ كـمـُسَدِّدِ

ومضَتْ تُرَدِدُ قولها لبنيِّها

ودمـوعـها حسـراتهم كمهنَّدِ

فقِفِي حبيبة قلبنا وتألقـي

غداً الترابُ يعودُ أُمي فتوعَّدي
شحدة خليل العالول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق