أياعجبي
كان يقول لي
وقد انهارت كل قلاع صبره
وجف مداد حبره
ومن نسغ زرقة دمه
كان يدون ألمه
ومن إخلاصٍ كان عظيم همه
كم كنت أسأله
فيصمت
ولكن كان فحوى صمته كلام
كمن احتسى مر صبره من كأس حسب سقياه عذب المدام
ومن ملامح من شحوب وجرح مشاعر من سقام
على وجهه قد تبدى المرام
ان تكلم ننبري له
فكيف من لاذ بصمته يلام
وجفاف شفتيه
وذبول عينيه
ومااعتراه
ومااعتلاه
وفي تردد لمن اقتفى
وكثرُ هم من اقتفاه
حتى كادت تتعثر خطاه
وفي قامته انحناءة من شموخ ووقار
ومن أثقله الهم وما احتواه
ومن وعر خطوات ممشاه
يمسي على آهٍ ..
ويصبح على آه ..
قد ثكلته من الحزن أمه وأباه
ياليتني ماسألته
وياليته اكتفى بآه
وأغلق باب السؤال
بصمته وواراه
وقد كان تخمين الجواب على ألف تأويل وألف احتمال
وياليته دفن بقلبه حروف موتاه
هي بقايا مشاعر عظيم مارآه
وفتات فرح يقتاتها
وجل همه أن يرضي سواه
هؤلاء .. وذاك .. وذآه
لماذا اللوم ..؟
لماذا العتب ..؟
ونحن من آذاه
تكلم ..
بدون غضب
الكل شجب
وبقليل من عتب
البعض ندب
البعض اقترح
ومنهم بالخفاء من قدح
والبعض تداول أحزانه بسخرية
ومنهم من مزح
والقليل من اعترف بقدره
وبمواربة من امتدح
عاد لصمته يلتحف بصبرٍ سوءة حظه وبلواه
وانكفئ لربه في دعائه يبثه شكواه ونجواه
قد ساد الصمت مهابة
كمن زاره طيف من يهواه
دعوه يواري حزنه
ويعتني بقلبه
كمن يكرم عزيز مثواه
لقد بلغ الكلام منتهاه ومشتهاه
لنا في الأمور حلم تصبرٍ وتدبرٍ
ولكم الحكمة في فهم فحواه
بسام منصور
2020/3/20
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق