...وفاء كلب.....
السماء ملبدة بغيومٍ سوداء تجمعت من دموع الأيتام والثكالا .وازيز الرصاص يملأ المكان وهدير القنابل ترسم الموت على خطوط الجدران والشوارع إمتلأت بجثث القتلا تنتظر من يواريها الثرى..خرجت من منزلي متوجساً لأبحث بين الجثث عن أحبائي وأخوتي الذين حصدهم منجل الموت والدمار.ولكني لم اتعرف على احدٍ منهم لأن الجثث كانت مشوهة ولم ارى سوى القطط والكلاب الشاردة التي تبحث عن طعام لسد جوعها ومرت الأيام ثقيلة والجثث تنتظر من يدفنها وأصبحت الكلاب والقطط جائعة الى حد الموت جوعاً وليس أمامها سوى تلك الجثث التي بدأت تتفسخ ورائحتها إمتلأت بها سماء تلك الشوارع والأزقة.ورأيت كلباً يقترب من جثة وهو يشم رائحتها ويلعقها بلسانه ..وفجأةً إبتعد عنها ثم إقترب منها مرة أخرى وبدأ يلعقها بلسانه ..إقتربت منه كي امنعه من أكل قطعة من الجثة..نظر إلي والدموع في عينيه وكأنه يخاطبني ويقول لي ..إنها جثة صديقه وصاحبه .ثم جلس أما الجثة وبسط ذراعيه ووضع رأسه على صدر صديقه والدموع تنهمر من عينيه ومات جوعاً وهو يحرس جثة صاحبه وصديقه
فهل نحن أوفياء مثل وفاء هذا الكلب...
........ .........
مع تحيات شاعر فلسطين
نبيل الشاويش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق