عذراً بنيّتي..
عذراً بنيّتي
قد أوهموكِ أنّكِ طفلة
وفي محيّاكِ براءة الأطفالِ.
قد أوهموكِ
أنّ الأحلامَ تخلدُ للنومِ
وأنّ المستقبلَ يُرسمُ على الرمالِ.
إنّهم وحوشٌ يفترسونَ أيّ شيءٍ
إنّهم لصوصٌ يسرقون كلّ شيءٍ
إنّهم تجّارٌ يبيعون كلّ الأشياء.
لا يشبعون ولا يردعهم أيّ شيء.
إنّهُم في لجّة زمانهم
زمنُ الأعورِ الدجّالِ.
عذراً بنيّتي..
إن غزا الشيبُ قلبَكِ
إن ملأ الشوكُ دربَكِ
إن هجر النومُ جفنَكِ
وتقرّح قبلَ الفطامِ خدُّكِ
ونزفَ من القهرِ دمعُكِ
وألبسوكِ عنوةً يُتمَ الأجيالِ.
عذراً بنيّتي..
البسمة تصدقُ دوماً في العينين
وتكذبُ أحياناً على الشفتين
وصليل الأمعاءِ يصمُّ الأذنين
وفي قسماتِ وجهكِ قهر السنين
يفتكُ بأشدّ الرجالِ الرجالِ.
عذراً بنيّتي..
لا أعرف تماماً ماذا أقول؟!
هل ماتتْ الإنسانيّةُ أم هي نائمة؟
انعدمت الرحمة أم هي صائمة؟
أسئلة كثيرة تقضُّ مضاجع الضمائر
مشرّدة هائمة مجعّدة الضفائر.
ولا إجابات شافية في كافّة الأحوالِ.
لا تستسلمي بنيّتي..
واصرخي يا الله.. يا الله.
ليتنا نستطيع فعل شيءٍ لأجلك
عذراً صغيرتي قد هُزمنا قبلكِ.
سنصرخ معاً يا الله.. يا الله.
ليس لنا ولك إلّاه ملجأ
وحده الرحيم ذو الجلالِ.
.. محمد عزو حرفوش..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق