🌹استفزاز عبر الصورة 🌹
إذا كنا بشرا نمتلك مبادئا ،وثروة لا يستهان بها من التجارب الحياتية الشخصية ، نستحضرها و نستنير بها في كثير من المواقف ،فإننا نشهد تجمدا لها للحظات عندما تأتينا فرصة ولوج دور السينما ،حيث سيادة الإخراج تأسرنا، وتقتل حريتنا ،و نرضخ عن طيب خاطر ،لوجبة يكون فيها الخيال و التمويه مسيطرا على الواقع ،فتصير معرفتنا بالأشياء صامتة ،وننساق مع آراء المخرج التي تعكس خياله ،و أهدافه التي لا نعلم شيئا عن قيمتها ولا مراميها. فحسب حبكة القصة وبراعتها المصحوبة بالوهم والخداع، ننساق و نستسلم ،كأننا أمام ساحر يمارس طلاسم شيطانية ،يستعمل الإقناع كضرب من التسلط ،يتناولنا كبيادق بين أنامله، يتلطف ،يغري،أو يقحمنا في دراما مأساوية ،فنتأثر ،ندرف الدموع ،ونحزن للفقد ،وكأننا في مأثم منضوون ضمن المعزين ،و المدهش أن الاستفزاز قد يصل دروته عندما ينقلنا في رمشة عين كأضعات أحلام إلى أحداث المرح و الفرح ،يتراقص فيه المتراقصون ،فنندهش لنوعية رقصهم و تقنية ركلهم كأنهم يبعثون للمشاهد رسالة تجاهل مفادها تقبلوا صنعتنا بميوعتها و صخبها لأن نحن أصحاب القرار ،ولاتهمنا أذواقكم .عندما ينتهي البث للشروط السينمائي ،نكون قد وقعنا في فخ الإمثتال الكلي ،ونبقي حرصين حتى اكتمال اللحن المرافق لأسماء الممثلين والممثلات ،فتوقظنا إنارة القاعة ،لنستعيد حرية تفكيرنا ،ننظر لبعضنا ونبتسم كأنا نسعى من و راء ذلك.. النطق بالحمد والشكر للخالق على أن نفاقهم تجلى على الشاشة فقط و لم يتعدى الخدش لحياتنا الشخصية .
ذ/ سعاد إيمان :3o/06/2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق