هوَّن عليكَ فإنني متقاعدْ
أنا في الحياةِ مكافِحٌ ومجاهدْ
إنْ كان يخذِلنِي المشيبُ فطالما
خذلَ الزمانُ من الشبابِ الواعدْ
لا أشتكي وقت الفراغ ولم أجِدْ
وقتا لإنجاز الأمور يُساعدْ
ستون أو خمسون عاما كلها
تمضي وآن لزرْعها من حاصدْ
لسْنا كهولا نسْتدرُّ بضعفِنا
أحداً وأضراسٌ لنا وسواعِدْ
الناسُ أهواءٌ وتلك مزيةُ
والناسٌ أذواق كما سنشاهدْ
منْهمْ يُناضلْ كي يظلَّ موظفاً
حتى لو بقي السنينَ يُكابد
وعَرفْتُ منهم من تهلَّل وجهُه
وتراهُ يحْلمُ أنَّه متقاعد
سُدْنا زماناً واستراحَ محاربٌ
ولكل جيل فيهِ عُرْفٌ سائد
كنا بها ملء المسامع كلما
مَخَرتْ سفائِنُ بحْرِنا كشَواهد
وإذا أراد الله أسْكنَ ريحَهُ
فظَللْن أطلالاً بها ورَواكد
سبحان مَنْ بالشكرِ يعظمُ فضلُه
ما فازَ إلا شاكرٌ أو حامد
والفضلُ لا يُنسى لمَنْ بدأوا به
يبقى لصاحِبهِ الوسامَ الخالد
لا نبتغِي مجداً ولا نهفُو لَه
أو نرْتجِي بنكاً بِدون فوائد
كل الذي نرجوهُ حُباً صادقا
وحبالَ وصْلٍ بيننا وروافد
قسطة مرزوقة
بقلمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق