الأربعاء، 15 أغسطس 2018

الجزء الثامن..استعادت ملاك.....للمبدعة زرقاء اليمامة

الجزء الثامن

استعادت ملاك عافيتها ، انقضت أعوام و كبر الطفلان وصارا يافعين ،تغيرت الكثير من ملامحهما وطباعهما في الأكل واللباس وأوقات النوم والهوايات وقصة الشعر،مع نفور واضح من الدراسة في مقابل الشكوى المتزايدة من طرف أساتذتهم ....

كان القيام بأبسط المهام الاعتيادية يتطلب منها بذل جهد مضاعف للإقناع أو الترغيب أو حتى الترهيب.... وأمام الغياب الدائم للزوج والأب ، رفعت ملاك تحديات تربية  وتعليم وتتبع الشابين المتمردين بمفردها في معظم الأوقات .ظلت تواجه موجات غضب وتمرد وعصيان الابنين ،و مع مرور السنوات بدأت تستنزف قواها الجسدية والنفسية ، فدخلت في دوامة الروتين  ،مجرد موظفة خارج المنزل وخادمة بدون أدنى اعتبار داخله ، حتى  مجرد كلمة شكر أو امتنان...

ليس هذا ما أرهقها  فعلا ،وإنما إلقاء اللوم عليها باستمرار عند أي خطأ يقترفه أحد أبنائها ، وإتهامها بالتقصير  وسوء التدبير  ، طبعا كانت ملاك تدافع عن نفسها وتبرر أسباب  التصرف الطائش ، موضحة أن اليد الواحدة لا تصفق ....ولكن هيهات هيهات، التعنت و رفض الحوار والتشبث  بالرأي الشخصي كان عنوان وحصيلة كل نقاش بينها وبين شريك حياتها والذي لا يحمل من هذه الصفة إلا ماكتب في عقد النكاح...

ازدادت الهوة بينهما إتساعا ، هي  تتبنى أسلوب الحوار والإقناع مع الشابين و وتعويدهما على حرية الاختيار و تحمل مسؤلية قراراتهما ، وهو الصارم الذي يسعى إلى فرض رأيه بقوة السيف إن استدعى الأمر ذلك ،

في بداية الاختلافات كانت تثور وتعارض، ومع الوقت اقتنعت أن لا جدوى من الكلام حيث أعلنت موقفها في إحدى خواطرها :


إني اعتنقت شريعة الصمت

بعدما تيقنت 

ألا جدوى من اللغو 

عهد جديد ستدخله ملاك ،عهد الصمت والابتعاد عن كل الجدالات والمجادلات والمشاحنات.

#زرقاء_اليمامة

الرباط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق