محاولة
حاولت..
أن أغتالك في عقلي..
ففشلت..
حاولت..
أن أدفنك تحت ركام صدري..
ففشلت..
حاولت..
أن أخلعك من عيناي..
فخلعت عيناي..
لأجد أنك..
في محاجر عيناي سكنت..
*******
حاولت..
أن أزيلك عن تقاطيع وجهي..
لأجد أنك..
منقوشة على جبهتي..
كخطوط جبهتي..
وبين شقوق شفتاي..
تتحرك أحرف كلماتك..
ويقيم شرود صمتك..
******
حاولت..
أن أسلخك عن جلدي..
فسلخت جلدي..
لأجد أنك..
تحت جلدي تجذرت..
ونشرت..
اغصانك فوق عروقي..
وغطت أوارقها جسدي..
فكيف..
كيف يا سيدة الحسن..
الى ذالك البعد.. رحلت..!!
******
حاولت..
أن أصفّي آثارك من دمي..
فوجدت أنك..
ماء الكرمة..
وأنك..
تخمّرت في دمي..
فحبك..
قاس.. جارف..
رائعً.. جارح...
مانح.. مانعً..
فمعك السعادة..
بالشقاء تختلط..
فلك وجهان..
وجه..
يتحدى الجمال جمالاً..
ووجه..
في المرآة ينتحر..
أهكذا شكّلتك الأيام..
أم أنك هكذا خلقت..!!
******
أتعبني حبك..
أتعبني تقلبك..
أرهقني اليأس من رفقتك..
فقررت الهرب..
لعل في الهروب.. نجاة..
ولعلني حياة جديدة..
مع حب جديدٍ أبتدي..
فكوّمت نفسي في حقيبةٍ..
ورحلت الى أبعد نقطة..
الى أبرد نقطة في الكرة..
ودفنت في أكوام الثلج جسدي..
ولم يبق ظاهر من أ رسي..
سوى عيناي وأنفي..
فرأيتك مع اوراق الثلج تهبطين..
ومع رياح البرد أتنفسك..
فأغمضت عيناي..
وتنفست من شقٍ بأنفي..
وصبرت.. صبرت..
لعلك مع ذوبان الثلج ترحلين..
فماء تحيطيني..
وجداول من الماء.. كنت..
ثم ثلج ..
ثم جداولً من الماء..
وأنهارا من الحب عدت..
لأشعر بالحياة مجدداً..
فلولاك..
لا كان هناك حب..
ولا عشق..
لولاك..
لا كان هناك فرح..
ولا ألم..
ولا كان هناك عمر..
يجري بنبض القلب..
لا بالساعات يعد..
وبالسنوات.. ينقضي..
غسان دلل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق