الفارس المهزوم
........................
صوتٌ يُنادي في الورى ويُردِّدُ
ويلحُّ في تحذيرنا ويُجَدِّدُ
لا تدنُ هذي الدار أني ناصحٌ
فيها أرى من صائدٍ يَتَصَيَّدُ
يرمي السِهامَ على البرايا عِنوَةً
فيُصيبُ أَكباداً تُشَلُّ وتُخُمَدُ
فترى على وجهِ الكليمِ بشاشةً
فَكَأَنَّهُ بالجُرحِ حقاً يسعدُ
قالوا عديدَ الرأي عنهُ كلما
أَحَدٌ لنا بشباكهِ يَتَقَيَّدُ
فلربما بأسٌ تَجَبَّرَ كلُ مَنْ
يدنو لهُ : فيهِ يصولُ ويطردُ
والبعضُ قالوا : ربما إيحاءُنا
قد جاءَ بالوسواسِ زيفاً ينشِدُ
.........
قَرَّرتُ في عزمٍ أُغامرُ عَلَّني
أحظى بما يخفى عليَّ ويبعدُ
قد قلتُ : أَقتحِمُ اقتحاماً طالما
إنّي أنا المتضرغمُ المُستأسدُ
فَوَثَبتُ أَبتدرُ الفريسةَ وثبةً
والصوتُ نحو البطشِ فيها يرعدُ
فَإذا بحسناءِ الفتونِ مهابةٌ
وسطُ الخمائلِ بدرُها يَتَوَرَّدُ
نظرتْ إليَّ بنظرةٍ : فعيونها
رَمَتِ الفؤادَ بسهمها إذْ تَرصدُ
قد صارَ قلبي في هواها نغمةً
يشدو لها لحنَ الهوى ويُغَرِّدُ
فَأَصابني وَلَهٌ بها يسمو على
مَنْ كانَ من قبلي هنالكَ يرقدُ
قد عاشَ وجدي مُتلقاها هائماً
نيرانُ أحشائي تشبُّ وتخمدُ
في الفخِّ ما بين السبايا والجوى
طيرٌ أنا : وسهامها لا تنفدُ
الشاعر نزهان الكنعاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق