الأحد، 12 يوليو 2020

ضجيج اليبابا +-- للمبدعة نجلاء جميل

*** ضجيج اليبابا ***
وما أصعب ذاك الداء ، الذي قلٌما نجد له الدواء ، انكسار الروح في الروح ، وضياع أمل وسط الضباب ، وترنح أمنية على شاطئ اللالقاء ، أو ربما على أدراج المجهول ..
نلوذ بأوجاعنا بعدما أن تشبعت صدورنا بزفيرها ، وتصدعت جدراننا بأنينا ، نلوذ بها بين طيات أسفارنا التي باتت أوراقها مهترئة ، باهتة ألوانها ، صفراء هي ، متكسرة أغصانها ، سقطت بلا هوادة إثر مداعبة ريح أو ربما مغازلة من نسيم كان يصافحها ...
فما عدنا كما نحن وما استطعنا أن نمسك بمجداف كينونتنا ..
تغيّرنا بحكم تلك السراديب بين أطوار حياتنا ، تغيرنا وتغير كل ما شيء فينا ، بتنا وكأننا نوارس تاهت منها شطآنها ،
تبكي الزمان الذي كان ...
تختبىء بين مخالب غربة واغتراب بين أقطار أنفاسها ،
تستبيح كل جذر مقدس تأصل بين أركانها ، يغتصب معالم الحكايا لشمس كانت تسكن دوما خلاياها ، واه .. وألف واه لتلك الروح التي وهنت بين تقاسيمها ، فكم عاث فيها ضجيج اليبابا ..
حتما ستنتفض تلك الروح على عزف نايها ، ولربما تجتاح مرفأها يوما تلك الرجفةُ المستعرة ، لتوقظ أجفان ذلك الفؤاد من غفلته وتأخذ بيمينه وتسرق من وجنة الشمس شعاعها ، ومن أقمار الزمان نور بدرها ، لتجعلهم يعتنقون مذهب مدارات أنفاسها ، وتفترش الياسمين لها ملاذا من بين أكوانها ...
فهذه هي الروح التي طالما عشقنا سكناها ، فيا ليتنا نحظى بمرآها ، ونتخذ من محرابها نواة لصدّ أمواج حالكات الدجى ، وظلمة يأس عاصفة ، ونعظم من أحياها ، ربما تعانق كفوف أرواحنا ألوان الربيع الزهيّة ، وتغزل من أشواك محنة أدمت المآقي وشاح آمال نديّة ، لتتشابك ظلالها بأنامل تلك النجوم الفتيّة ...
و تبقى للحكايا بقية ..
_____________
# نجلاء جميل #

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق