الأحد، 26 يوليو 2020

في وهج الحنين الآخر...للمبدع محمد الفضيل جقاوة

في وهج الحنين الآخر ..

..

أنا يا حبيبة قلبي قبيل انفجار السّديم

و قبل انبثاق المجرّات ..

قبل تكلس وجه البسيطة ..

قبل ألوف القرونْ

تنسمت عشقك حرفا على اللوح ..

رتّلت قافية للحنينْ ..

أنا كنت قبل تكوّر غـــرّ النجوم

وقبل استدارة وجه السماء

و قبل انعتاق القلوب تعب كؤوس النوى سقما و أنين

ولدت أرتل ترنيمة العشق ..

أعزف تسبيحة لم تزل تبهر العارفينْ

أهيم  ..  أسبّح في ملكوت الغرام

و أحلم بالنور يغشى الرّبا  والحزون ْ

هنالك في وطن فجره آية للهدى

معبر لظلال  اليقين ..

أنام على ذكر ربي ..

و أصحو قبيل الصباح على همسات العصافير ..

أتلو المثانيَّ في البدء يمنا  ..

و أختم  نافلتي  بالحواميم و المؤمنين

و أسعى يدثرني ثوب طهر ..

موشى بأهداف شمس الصباح

تحنّ إلى حلقات الصبايا يردّدن أورادهن امتثالا لسيّدة

تقتفي أثر الصالحينْ ..

و يمدحن خير نبي

بذكره يعلو السحاب  و يهمي

فتخرج كمأتها الأرض

تخضر بعد الجفاف الغصون

تمر السنون عجافا

يطاردها شبح الموت ..

يغتال في مقلتي اخضرار الربيع

و يصلب ويحي براءة طفل كأنسام صيف

تمر على  ظامئ مضّه الحرّ

ألهب منه الجبينْ

يسهد ليلي و يهصر دمعي الهتون

و يغرز  دون حياء نصال سقام

تحز   الوتين ..

وفوق ربى الذكريات العتيقة ..

فوق رماد الحنين ..

نما ألف شوق لقيثارة تعزف العشق ..

تبعث في النفس وهج الحياة ..

و تجلي عن النفس رتل الظنون

تحلّق بي طائرا فوق هام الغيوم

أنا يا حبيبة قلبي أحنّ  إليك ..

إلى الكهف ..

أهفو إلى العيش في معشر لا يرون سوى الله ..

لا يسمعون لغير النّبي الأمينْ

لكم كنت أحلم من ولهي أن أكون أنا سابع الفتية الطيّبين

نفرّ من الناس ..

من زمن طمس الحق في حمإ زاحف خلف وهم و مينْ

صبا عانة من حمير  لآلهة من تراب وطين

حبيبة قلبي أحنّ إليك

إلى حضن ليل نمارس فيه طقوس الغرام بعيدا ..

هنالك في معبد الحب نتلو المواجد

في حضرة البدر ..

نرشف كأس الوصال المعتّق شهدا

نفرُّ ألي الله ..

نخرج قبل فوات الأوان من الليل ..

من وحل الجاهلينْ

.

بقلم  محمد  الفضيل  جقاوة

14/07/2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق