الأربعاء، 1 يوليو 2020

الظلم....للمبدع طارق المحارب

طارق المحارب ..
1/7/2020

الظلم ..

سُئِلتُ عنِ الظُّلمِ الذي حلَّ بالورى
فلا الصَّخوُ منهُ اليومَ صحوٌ و لا الكرى

و لا هذهِ الدُّنيا بها أنصفتْ فتىً
و عيشُ عبادِ اللهِ ماءٌ تكدَّرا

و معظمُ خلقِ اللهِ في العيشِ ظالمٌ
و قلَّتْ نفوسٌ لا ترى الظُّلمَ مَنظرا

فقلتُ : هوىً في النَّفسِ و المرءٌ ساجدٌ
لنفسٍ بها خيرُ الأنامِ تبخَّرا

غلتْ نارُهُ في الجوفِ تِيها فأحرقتْ
نباتاً غدا يَبْساً و قدْ كانَ أخضرا

و ماذاكَ منْ جهلٍ لدى المرءِ إنَّما
أنانيَّةٌ في الطَّبعِ سُوءٌ بها جرى

يرى أنَّ هذا الكونَ ما فيهِ ملكُهُ
و منْ أجلِ هذا قدْ تمادى فغيَّرا

قوانينَ دنيانا إذا ما تعارضتْ
و ما كانَ يبغيهِ فأبدى تذُمُّرا

كأنَّكَ ياذا النَّفسِ بالخُلدِ حالمٌ
نسيتَ بأنَّ الموتَ خصمٌ تنكَّرا

سيأتي كما غصنٍ تعرَّى خريفُهُ
و منْ بعدِ عُرْيٍ فيهِ قدْ جاءَ مُثمِرا

و منْ يتَّعظْ يُلفِ الحياةَ بخيلةً
و لوْ أعلتِ الباغي إلى شاهقِ الذُّرا

سيُرديكَ هذا العمرُ فانهضْ لحفرةٍ
و لا تحسبنَّ الموتَ لو حانَ قصَّرا

إلى المالِ تسعى أو لجاهٍ و سطوةٍ
فتقلبُ وجهَ الحقِّ و القلبُ لا يَرى

سوى ما يراهُ اليومَ مجداً مُزيَّفا
ولا مجدَ في الدُّنيا لمرءٍ إذا افترى

ألا فاتَّخذْ ما شئتَ ماءً و أنهراً
و جنَّاتِ أعنابٍ و ملكاً و أكثرا

و لكنْ على حقٍّ إذا رحتَ ساعياً
وراءَ رغيدِ العيشِ برّاً و أبحٌرا

فغيرُكُ قبلَ اليومَ غرَّتهُ عِزَّةٌ
فحلَّلَ ما يبغي فهلْ كانَ عُمِّرا

أتتْهُ أيادٍي الموتِ تجتثُّ كِبرَهُ
و تنأى بهِ عمَّا بناهُ وسوَّرا

فلا مالُهُ المسلوبُ منْ جيبِ غيرِهِ
و قاهُ و لا قصرٌ منيفٌ على الثَّرى

و لا شرُّهُ المبذولُ في كلِّ مَسلكٍ
نهاهُ فتابَتْ روحُهُ حينَ غرغرا

ألا أنتَ ياهذا بكفِّكَ زارِعٌ
نواةً بها خيرٌ إذا كنتَ مُبصِرا

و أخرى بها شرٌّ فلا تسقِ حوضَها
و راعِ التي بالخيرٍ تنمو فأزهرا

طارق موسى المحارب ..

بقلمي ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق