صباح الخير يا أصدقاء:
رحيل
تواعدنا ذات مساء
جلسناعلى مقعد خشبي
كان وجهانا باهتين
دوائر الوداع تلفنا
أحمل بيدي ظرفاً أصفر مثل وجهي
جئت أسلمك الهدايا
هي أوراق صفراء
كتبت عليها أحبّك ذات حب
وبعض الأزهار اليابسة
كنتَ وضعتها في دفتري ذات يوم
كانت جميلة
معطرة
تكلمني بلغة الحب
الآن أصبحت كأوراق الخريف
جلسنا بصمت كئيب
كصمت القبور
في عالمي السّفلي هويت
ودخت في عمق الظّلام
لم أر وجهك واضحاً
كان الضّباب يلفه
عينان غائرتان بالحرج والاضطراب
حدقتان فارغتنان
وصوت مبحوح
لا أكاد أفهم كلامك
هذا الفم الرّاقد أمامي
ذات يوم
كان يرتل أعذب الكلمات
ويعزف لي
كمورفي لحن الخلود
تناولتَ الظّرف وتمتمت
أطرقت برأسي
أحرّك بحذائي التّراب
ألف كلمة كنت أود قولها
يبست على شفتي
ودمعة صغيرة
سقطت على وجنتي
وزفرة كالفحم المحترق
خرجت من صدري
لم أندم لأنك رحلت
بل ندمت على ربيع ضاع مني
على وسادة أشبعتها شدواً
وعلى مخيلة حملتني ذات يوم
على قارب متصدع
مادلين ج عكاري
يسعد صباحكم
19,1,2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق