الجمعة، 16 يوليو 2021

رحم الله جدتي...للمبدع سهيل عاصي

رحِمَ الله جَدَّتي ..!

كانت دائماً تُرَدِّدُ عبارةً تقول :
( دَبُّور مافيه بمؤخِّرتو عَسَل .! )

كم كانت ذكيَّةً .! ولبيبة.. !
- منذ عشرات السِّنين كانت ( رحِمَها الله )
تنامُ باكراً ..!
وتستيقظُ أيضاً مع نَجمةِ الصباح ..! .. وربَّما قبل شروقِها .. من الجهة الشرقيَّة ..!
وتنتظر شروق الشمس .. مع انتهائها من جمع الحليب من أضرعة البقر والغنم ..!
ثم توزِّع الحليبَ في القدور استعداداً لتحضيره لعملية الغلي على نار الحطب ..! الذي قامت بجمعه من الحقول بعد الإنتهاء منه بعملية آخر القطاف ..! والانتهاء من الفلاحة والحراثة والتحضير للموسم التالي ..!
فبعد انتهاءها من عملية الحليب ، تقوم بإشعال النار وتوزيع القدور فوق الأثافي ..!
لتعلوها النيران واللهب ..!
يساعدها الحفيدات من الصبايا وبعضاً من الشباب ..!
وتجلس على كرسيٍّ صغير وأحياناً على مصطبة صغيرةٍ من الخشب ..!
وكلَّما مرَّت بضع دقائق تقوم بجولة على الأثافي والطناجر والقدور .. لتراقب إشتعال النار واستهلاكها الحطب ..!
إلى أن تكتمل عملية الغلي ..! تقوم بسحب الجمر والنار من تحت الأواني .. كيما تفور .. وتطوف .. !
وماأن تنتهي .. حتَّى تقوم بسكب الحليب بالأواني الفارغة المهيأة للإفراغ والسكب .. !
وتكون قد أحضرت النساء والصبايا الفطور ، وهيأته للجميع ..!
من الحليب المغلي واللبنة والقشطة والقريشة والشنكليشة ..!
والعسل والشاي .. مع خبز التنّور ..! المهيَّأ مسبقاً .
وهنا وبعد الفطور :
يكون الحليب قد أصبح جاهزاً للترويب .. أصبح فاتراً .. تقوم الجدَّة بالإشراف على عمل الصبايا ..حتى الإنتهاء من تجهيز اللّبن ..الرائب .. بسكبه في قدور وطناجر و سطول ..!
وهذا يتم وينتهي قبل السادسة والنصف صباحاً كي يتثنَّى لطلاب المدارس والموظّفين من المغادرة إلى وظائفهم وأعمالهم .. المتطلِّبة منهم .. حينذاك ..!
وهنا ينتهي عمل الجدّة من إشرافٍ ومراقبة وتوجيه ..!
ليأتي عملها الإضافي في قتل الدَّبابير ( ذكور النحل)
الكثيرة العدد .. والتي أصبحت عبئاً على العاملات من النحل التي تنتج الأجيال الجديدة .. والتي تبقى هي الوحيدة في إنتاج العسل .. !
بينما الدَّبابير تنقضُّ على الحاضنات لتقتل وتتغذى على يرقات النحل ضمن الجرار أو الخلايا .. فتقوم الجدَّة بالقضاء على العدد الكبير من الدّبابير ..! والجرابيع التي تتغذّى على العَسَل والنحل أيضاً ..!
- كنتُ صغيراً حين سألتها وهي تقتل النحل .. بواسطة كفِّ من الخشب صنع خصِّيصاً لتلك الغاية
( قتل زنابير وذكور النحل )
وعندما كرَّرت سؤالي ..!
أجابت جدَّتي قائلة :
( والإبتسامة تعلو مُحَيَّاها )
( دبُّور مافيه بِمُؤَخرتو عَسَل )
ويقتل اليرقات ( الفراخ )
حيث يقتحم الجرَّة أو الخليَّة ..
فيقوم بالتهام العسل .. وقتل اليرقات ..!
وهذه قصَّة سِتِّي ( دبوُّّر ، مافيه بمؤَخِّرتو عسل )
وتنطبق على المتقاعد ..
( ماعاد يقدر ينتج أو يقدِّم ) بسبب التقدُّّم بالسِّن .. وربماَّ المرض ..!
فالمُتقاعد يعني : مُت قاعد ..!
أمَّا بالنسبة لزيادة الرواتب والأجور بنسبتيها :
٥٠ بالمئة للذين على رأس عملهم
و٤٠ بالمئة للذين تقاعدوا ..
الذين على رأس عملهم ..
يذهبون لعملهم صباحاً ويدفعون أجور التنقلات ..!
خلال الشهر مايقارب ٥ بالمئة من زيادته ..!
بينما المتقاعد لايدفع أجور نقل من زيادة راتبه بينما يبقى نائم بفراشه .
وأعتذر من التوضيح .. وهذا ليس من عملي .. !

د. سهيل عاصي
الخميس ١٥/ ٧/ ٢٠٢١
                                       - المُتَمَرِّد -

وإلى اللقاء ..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق