*** ما قبل الكلام ***
ما بين المكان و المكان
أصابنا ملل
كنا ثلاثة
أنا و أنا و أنا
الأول كان فرحا
يعلم الصغار أبجديات الحروف
تحت ظلال غيمات رتيبة
متلحفا بوهجات شمس دفينة
الثانى كان صامتا
أصابته فوبيا الذكريات
يراقب ويترقب صهيل الكلمات
حين تعبر فوق أوتار الغروب
مترصدا رفرفات الفراشات
مسترقا نفسات العصافير
أما الثالث فقد كان مشرقا
تخطى حدود الزمان
انصهر في كيان الأول والثانى
بقي يكتب الشعر
ويدون مآثر الهاربين
من ضجيج العابرين. ....
انتزع الثلث الأول الكلام
قائلا :
هذا الصباح جميل
ستزهر البراعم
وينقشع ضباب الرتابة
وسوف تخلد الأم تاريخ
بسمة بينها
وقال الثلث الثانى :
هو صباح كغيره من الصباحات
مقفر
مصاب بداء البرود
لا شيء فيه سوى
هديل الحمام فوق سطوح المحارب
و تنهدات أم ثكلى فقدت ذويها
ذات قصفة جوية
وقال الأنا المتبقى :
هو صباح مليء
بالرموز والتفاعلات
تلوح فيه قصة قد تستمر وقد لا تستمر
تموج فيه أحاسيس
فوق صخب الحياة وتناميتها
و لكن الاجمل
أن الجميع متفق
على الإبحار
فى قاموس
ما قبل الكلام
#روضةالقطيطى#
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق