دوام الأمل
بقلم محمد أديب طويل
تعاتبني نفسي لائمة
أين ما جنيت أموالا؟.
قلت أنفقتها في الخير
فربحت بها أمثالا
كنت الرابح بإنفاقها
بعون ذي حاجة وعياله
ألا تريني يا نفس راضيا
مهما غير الدهر أحوالا
فلم يقلقني فراغ اليد
فما زال يدفعني الأمل
قالت فأين زهو الشباب
ونضارة العود والجسد
قلت تبددت ببناء وجد
وما دعوت لمعونتي أحد
بنيت أسرة صالحة بفضل
الكريم الواحد الصمد
فخير متاع الدنيا أسرة
فما زال يدفعني الأمل
قالت أولادك تباعدوا
وتفرقت بهم البلدان
وأراك لأحفادك بشوق
ويضنيك حزن وحنان
نعم ما قلته حق لكنه
بحكمة من الواحد الديان
فإن علمتهم جميعا بخير
فهذا سكن للقلب والجنان
سلامتهم راحة لي وسكن
فما زال يدفعني الأمل
قالت إنك على شفير قبر
ما لك من دافع ولا مفر
قلت دعي عنك لومي فإلى
الإله الرحيم المستقر
فأنا أدعوه لغفران ذنبي
كما في الكتاب أخبر وأمر
رجائي أن يجيب دعائي
ويرحمني إذا واراني قبر
فلم يبق لي بغيره أمل
فما زال يدفعني الأمل
ملوك الأرض تمنح مالا
وعطاء زائلا وبناء
وإن عطاءهم لزائل
ولا تدوم لنا الأشياء
إنما يبقى لنا الذكر وبه
يعرف المحسن ممن أساء
وعطاء ذي الجلال دائم
لا يزول فنعم العطاء
بنيت على رحمته آمالي
فما زال يدفعني الأمل
بقلم محمد أديب طويل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق