الأحد، 27 أكتوبر 2019

كلما غاصت قدمك... للمبدعة ريم حداد

كلما غاصت قدمك في ثلوج حياتي .. تكلم الإزميل مع جمجمتي بأصواته العالية و كأن جمجمتي صماء و حتى بكماء لم أسمع لها يوماً أنيناً .. 
كم أعجب لقدمك التي لا تبرد و كم أستنكر عمق الثلوج التي لا تتأثر بدفء .. 
و بين التناقضات ولد برعم أراد أن يكبر بيننا .. لا أدري كم هي بشاعة موته عندما لم تلحظه قدمك و لم تشعر به ثلوجي .. و لا أدري كم هو جمال موته شامخاً محنطاً بدمع متجمد .. 
في صفير الأرقام زنجر الحديد و توالت الليالي لا تغير نغمة الصفير .. 
بقي الثلج عالقاً على حذائك .. كنت أراه لدى كل خطوة تبتعد فيها .. و أكثر ما حز في قلبي اللون الأخضر الرفيع الممزوج ببياض الثلج و لون حذائك .. حتى البرعم الميت أخذته معك كآخر ذكرى .. 
تقوقعت على ثلجي و تحول الصفير لعواء ذئب يبكي .. 
هدأ الإزميل و ترك شكلاً جديداً  لجمجمتي  ..

#ذكريات غافية #ريم حداد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق