كلما غاصت قدمك في ثلوج حياتي .. تكلم الإزميل مع جمجمتي بأصواته العالية و كأن جمجمتي صماء و حتى بكماء لم أسمع لها يوماً أنيناً ..
كم أعجب لقدمك التي لا تبرد و كم أستنكر عمق الثلوج التي لا تتأثر بدفء ..
و بين التناقضات ولد برعم أراد أن يكبر بيننا .. لا أدري كم هي بشاعة موته عندما لم تلحظه قدمك و لم تشعر به ثلوجي .. و لا أدري كم هو جمال موته شامخاً محنطاً بدمع متجمد ..
في صفير الأرقام زنجر الحديد و توالت الليالي لا تغير نغمة الصفير ..
بقي الثلج عالقاً على حذائك .. كنت أراه لدى كل خطوة تبتعد فيها .. و أكثر ما حز في قلبي اللون الأخضر الرفيع الممزوج ببياض الثلج و لون حذائك .. حتى البرعم الميت أخذته معك كآخر ذكرى ..
تقوقعت على ثلجي و تحول الصفير لعواء ذئب يبكي ..
هدأ الإزميل و ترك شكلاً جديداً لجمجمتي ..
#ذكريات غافية #ريم حداد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق