الخميس، 24 سبتمبر 2020

الهاتف الذكي..... للمبدع توفيق بني جميل

الهاتف الذكي 

م. توفیق بني جميل الأهوازي(ايران)

 كانت الشمس ترسل أشعتها الحارقة و كان العرق يتساقط من رأسه و جبهته. شدة الأشعة كانت بمثابة المثقب الذي يكاد يخترق رأسه، كان يسمع هذه العبارات من أبيه عندما كان يعود من العمل قبل الجائحه التي سببت له البطالة مع ذلك ، فقد استخدم الأب كل قوته لتحطيم الحائط الخرساني الذي تم التخلي عنه على مسافة قريبة من بيتهم لكي يتمكن من سحب حديد التسليح وبيعه ليشتري هاتفاً ذكياً لأطفاله.
 الصبي كان ينظر إلى والده على بعد أمتار قليلة بقلب مكسور ، تذكر كلمات والدته الليلة الماضية و هي تتكلم مع أبيه:
 - لقد ذهبت إلى المدرسة اليوم ، يقولون إنه يجب أن تحصل على هاتف ذكي لأنه بهذه الطريقة فقط يمكن للأطفال الدراسة والتواصل مع معلمهم ..
 عاد الصبي إلى رشده عندما رأى والده وقع على الأرض و أغمى عليه. هرع نحوه والدموع في عينيه و هو يصرخ أبي أبي..
و في اليوم التالي  تحسنت حالة الأب و هو في المنزل.
 كانت زوجته وابنته آسيا بجانبه و عندما افتقد حامدا سأل عنه ، قالت أمه:
 - خرج و قال لدينا مباراة!
 لكن بعد أيام قليلة اكتشفوا أن حامد كان يعمل وينظف نوافذ السيارات في أحد تقاطعات الأهواز ويتلقى أجرًا زهيداً على ذلك!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق