الاثنين، 14 سبتمبر 2020

الفارس المهزوم....للمبدع نزهان الكنعاني

الفارسُ المهزوم
..................
صوتٌ ينادي في الورى ويُردِّدُ
ويلحُّ في تحذيرنا ويجددُ

لا تدنُ هذا الدار : أني ناصحٌ
فيهِ أرى من صائدٍ يَتَصَيَّدُ

يرمي السهامَ على البرايا عنوةً
فيصيبُ أكباداً تُشَّلُ وتخمدُ

فترى على وجهِ الكليمِ بشاشةً
فكأنّهُ بالجُرحِ حقّاً يسعدُ

قالوا : عديدَ الرأي عنهُ كلما
أَحَدٌ لنا بشباكهِ يَتَقَيَّدُ

فلربما جرمٌ تجبَّرَ : كلُّ مَنْ
يدنو لهُ فيهِ يصولُ ويطردُ

والبعضُ قالوا : ربما إيهامُنا
قد جاءَ بالوسواسِ زيفاً ينشدُ

قَررتُ في عزمٍ أُغامرُ عَلَّني
أحظى بما يخفى عليَّ ويبعدُ

قد قلتُ : أَقتحمُ اقتحاماً طالما
إني انا المُتَضَرغِمُ المُستأسِدُ

فوثبتُ ابتدرُ الفريسةَ وثبةً
والصوتُ نحو البطشِ فيها يرعدُ

وإذا بحسناءِ الفتونِ مهابةً
وسط الخمائلِ بدرها يَتَوَرَّدُ

نظرتَ إليَّ بنظرةٍ : فعيونها
ترمي الفؤادَ بسهمها إذ ترصدُ

قد صارَ قلبي في هواها نغمةً
يشدو لها لحنَ الهوى وَيُغرِّدُ

فَأَصابني وَلَهٌ بها يسمو على
من كانَ من قبلي هنالكَ يرقُدُ

قد عاشَ قلبي ملتقاها هائماً
نيرانُ أحشائي تشبُّ وتخمدُ

في الفخِ ما بين السبايا والجوى
طيرٌ أنا : وسهامُها لا تنفَدُ
......
الشاعر نزهان الكنعاني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق