الخميس، 24 سبتمبر 2020

رثاء أخت....للمبدع طارق المحارب

طارق المحارب ..
18/9/2020

رثاء أخت ..

بأيِّ كلامٍ سأرثيكِ أختي ..
و هلْ سيجيدُ كلامي الرِّثاءْ ؟!!
وحَرْفي عليلٌ ومافيهِ زادٌ و لا فيهِ ماءْ !!
كما كنتِ قبلَ الرَّحيلِ عليلةْ
و عزَّ الشِّفاءُ و ما منْ وسيلةْ
وما منْ دواءْ !!
وهلْ تستطيعُ القوافي اتِّزاناً إذا الحزنُ جاءْ ؟!!
وكمْ غصَّ في الحلقِ حرفٌ ..
فلا هوَ يصعدُ فيهِ إذا أغرقَ النُّطقَ دمعُ البكاءْ !!
ويا لِصباحٍ بهِ يهزمُ الحزنُ كلَّ حروفِ الهجاءْ !!
تكسَّرَ قلبي بوقْعِ الخبرْ
وعادَ استقامَ لإيمانِهِ بالقدرْ
و مازالَ في العينِ والذِّهنِ كلُّ الصُّورْ
إذا عدتُ للخلفِ أو للوراءْ !!
وقدْ أوجمَ الجالسينَ اتِّصالٌ و ماتَ معَ الموتِ كلُّ لقاءْ !!

تردُّ (لمى) بهدوءٍ وصمتٍ كئيبْ
و(شادِنُ) تُصغي و إحساسُها بعدَ صمتٍ يُصيبْ
و يعلو الشِّفاهَ انفجارٌ رهيبْ !!
و فاطمةٌ ..
يا صغيرةَ أمٍّ حُرِمتِ بعمرِ الرَّضاعِ الرَّضاعْ
لأنَّ الحليبَ بُعَيدَ الولادةِ كانَ مُضرّاً وفيهِ شعاعْ
كبِرتِ وصرتِ صبيَّةَ أمٍّ ..
و لمْ تعدِ الأمُّ هذي بُعَيدَ سؤالٍ تُجيبْ

و يا جُلَّنارْ ..
ستصحينَ في كلِّ صبحٍ ولكنْ بلا (لينةٍ) تُكملينَ النَّهارْ
و كمْ منْ بيوتٍ بلا أمَّهاتٍ ستبقى ..كحالِ قدومِ الرَّبيعِ بدونِ اخضرارْ !!
وصبراً (ربا) أمَّ إدريسَ صبرا
فوجهُ الحياةِ يُعانقُ حُلْواً و يحضنُ مُرّا
ألا فاهدئي خلفَ تلكَ البحارْ !!
أراكِ رسمتِ إذا عُدتِ يوماً لقاءَ الحبيبةْ
وبعضُ الرُّسوماتِ فيهِ احتضارْ !!

(محمَّدُ ) يدنو وأمٌّ لهُ فوقَ ذاكَ السَّريرْ
يُقبِّلُ فيها اليدينِ ووجهاًبرغمِ السّقامِ حريرْ
سعيداً برؤيتها وبهِ للشِّفاءِ انتظارْ !!
و ها هيَ تمضي ..
و يكفيكَ أنَّكَ كنتَ المُحِبَّ و كنتَ الوفيَّ ..
و خيرَ فتىً ظلَّ بالأمِّ بارّ
بجانبِ قبرَيْ أبيكِ و عمٍّ رقدتِ
فهلَّا بهذا الرُّقودِ استرحتِ
وعَقدٌ مضى ثمَّ سِتٌّ تلتْهُ وما منْ جديدٍ و ما منْ يسارْ !!
يلوحُ الوداعُ بعينَيكِ حِيناً ..
و حيناً يغيبِ بفضلِ دعاءِ الصِّغارْ
و لو كانَ جرْيُ الورى نافعاً قلتُ لوذي منَ الموتِ يا اختنا بالفرارْ
أراكِ ختمتِ بخمسينَ عاماً
و قلبُكِ ملَّ ولمْ يحتملْ كلَّ يومٍ مرارْ !!
فثُلْثانِ صحَّا وثُلْثٌ سقيمْ
بليلٍ تمطَّى كليلٍ بهيمْ
و مافيهِ بعدَ الظَّلامِ انحسارْ !!.
شقيقةَ عمري وأختَ الصِّبا
هنا وهناكَ جرينا نجوبُ الوهادَ و تلكَ الرُّبا
ألا ليتنا قدْ بقينا صغارْ .

طارق موسى المحارب ..

بقلمي ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق