سبل للنجاة
عبدالله قايد
اليمن
همسُ المساءِ ، خريرُ الماءِ والقمرُ
ونفحةُ الزهرِ في الأرجاءِ تنتشرُ
لقد وقفت على أنغامِ أغنيةٍ
كأنها الغيث في الأذهانِ ينهمرُ
يا سهرةً في (صَفَا الحُمَّامِ) عابقةً
هل ظلّ فيك لنا بعد النَّوى خبرُ؟
إني ذكرتك حتى شفني شجنٌ
تكادُ من حرّه الأحشاءُ تنصهرُ
وهذهِ النّفسُ لا تفنى على أحدٍ
فكلُّ حيٍّ رَبا في كفهِ قدرُ
إذا الأماني نأتْ عن قلبِ صاحبها
وأجدبَ الحلمُ لمَّا أعوزَ الوطرُ
فالشرُّ يجرِي ولا تدري له جهةً
والناسُ في فزعٍ والعمرُ ينحدرُ
إلجأ إلى الشّعرِ إنّي قد وجدتُ به
نحو النجاةِ سبيلًا دونَهُ سقرُ
واستودع الليلَ أسرارًا بُليتَ بها
مهما تنكرَ في دربِ الوفَا بشرُ
لا تسأل النجمَ عن ميعادِ فاتنةٍ
شقراء مشرقة تعلو فتستعرُ
أستعذب الأفقَ إذ تسري كواكبُه
والسارياتُ بهِ تأتي وتنحسرُ
والعودُ يذهب ما في الروحِ من حزنٍ
إذا تراقصَ في جوِّ القُرَى وترُ
في عزفِ أغنيةٍ حرَّى يمانيةٍ
تزيلُ غمَّةَ من أزرَى به الضَّجرُ
مازالَ فيها لنا رغمَ لأسى وطنٌ
وسلسبيلٌ متى نُسقاهُ نزدهرُ
__________________________
صفا الحُمَّام: مكان في قرية الشاعر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق