الاثنين، 27 يونيو 2022

اللقاء الأول والأخير...للمبدعة خديجة الزيدي

اللقاء الأول والأخير

مازلت أتذكر كيف كان اللقاء الأول
كانت السماء ملبدة بالغيوم
تنذر عن سقوط أمطار خفيفة
والجو بارد نوعا ما .
التقينا في مكان بعيد عن الأنظار
كان الخجل سيد الموقف
تعانقت أيدينا وتلامست أرواحنا 
تلعثمت الحروف في أفواهنا .
ونابت العيون في البوح عن
مكنونات مشاعرنا وأحاسيسنا.
وحلقت أرواحنا إلى السماء
معلنة عن عدم وجود غبار
آدمي بيننا و لاشيء
غير التسامي يعانق أفكارنا
وظلت أعيننا تهمس والكلام ينساب
منها بتأني على طاولة أحلامنا 
لا أدري كم من الوقت بقينا على هذه
الحالة ولم تسعفني الذاكرة
لأتذكر كم قضينا من الوقت
مع بعضنا وبحنا بكل شيء
كل شيء...دون أن ننبس ببنت شفة
وخيم الهدوء
وبدأت خيوط الشمس الذهبية تشق
الغيوم عن السماء من جديد بعد
غياب لم يدم أكثر من سويعات
ونحن مازلنا على حالنا ..
هكذا كان اللقاء الأول 
بعد سنين من العشق والهيام
بعد معاناة من العذاب والحرمان
وتهيأنا للوداع
حيث آن الأوان .
وتواعدنا ..وتوادعنا ..وافترقنا ..
على أمل اللقاء مرة ثانية
لكننا لم نكن ندرك وقتها
أنه كان اللقاء الأول والأخير
وبعده تبددت أحلامنا
وضاعت كل أمانينا
وتلاشت آمالنا
ولم يبقى لنا سوى ذكرى
من بقايا حلم اسمه
اللقاء الأول والأخير

خديجة الزيدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق