* درويشُ... أمسى أخرسًا * (من بحر الرّمَل)
مرثيّة الشّاعر الكبير:محمود درويش.
أيّ خطبٍ هزّني هذا المسَا * فأعاد الحُزن غضّا،والأسى؟
أيّ شُحرورٍ هوى من عُشّه؟ * أيّ فُلكٍ بعد إبحارٍ رسَا؟!
ذاك "درويشُ" انطفت شمعتُه * فَاخْتفى نُورٌ بليلٍ دمَسَا
قامةٌ تهوي،ونجمٌ يختفي * ليتَ شِعري:أيّ نجمٍ طُمِسَا
أيّ صوتٍ جهوريّ في الملا * زَارهُ الموتُ،فأمسى أخرسَا
لهف نفسي:مَا قريضٌ نَابضٌ * مِن رُبى الأقصى يدُقّ الجَرسَا
يذكُرُ الأمّ،ويرجُو خُبزَها * يُسعفُ المكلُومَ،يأسُو البُؤسَا
يجعلُ الأردُنّ نَهرًا ثائرًا * يجعلُ الزّيتون نِدّا شرِسًا
يا أمير الحرف هَا تَمشي،وهَا * وحدَهُ يرعى،تركتَ الفَرَسَا
قُلْ لِعكّا إنّ رامَ الله في * سِرّها تدعُو:لعلّ...وعسى...
يا فلسطينُ اسْلمي،قد عادَ مَنْ * يعشقُ الأرضَ،وطِيبي نَفَسًا
واقْرئي مِن (آخر اللّيل) على * شِبْه درويش ليُكْسى سُندُسًا
لو تُفيدُ الشّكوى كانت لهَبًا * تَصهَرُ الصّخْرَ،إذا الصّخرُ قَسَا
لو يُعيدُ الدّمعُ رُوحًا سَافرتْ * لجَرى دَمْعي يُفيضُ الأكؤسَا
قدرُ الله بأن تَمضِي إلى * غَيْر دُنيانَا،لِقَبْر مَلُسَا
أيّها العِملاقُ مَا شِعري إذَا * كُنتَ نَهْرًا مُسْتطابًا سَلِسًا؟
هل بِيَافَا بُرتُقالٌ نَاضِرٌ؟ * أشَتَاتٌ قُربَ حَيْفَا عرّسَا؟
يا أخي في غزّة أو ضفّة * لِمَ لا تُنهي خِلافًا دَنِسًا؟
لِمَ لا تَمضُونَ صفّا وَاحدًا * يضربُ الأعدَاءَ،يَحمي القُدُسَا؟
كُنْ رَفِيعَ القَدْر،واطْلُبْ جَنّة * ليسَ فُومًا،بَصَلًا،أو عَدَسًا
بقلمي: عبد العالي لقدوعي.
مدينة المنيعة (جنوب الجزائر)،في 09 آب 2008م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق