الأحد، 12 أغسطس 2018

درويش أمسى أخرسا...للمبدع عبد العالي لقدوعي

* درويشُ... أمسى أخرسًا * (من بحر الرّمَل)

مرثيّة الشّاعر الكبير:محمود درويش.


أيّ خطبٍ هزّني هذا المسَا * فأعاد الحُزن غضّا،والأسى؟

أيّ شُحرورٍ هوى من عُشّه؟ * أيّ فُلكٍ بعد إبحارٍ رسَا؟!

ذاك "درويشُ" انطفت شمعتُه * فَاخْتفى نُورٌ بليلٍ دمَسَا

قامةٌ تهوي،ونجمٌ يختفي * ليتَ شِعري:أيّ نجمٍ طُمِسَا

أيّ صوتٍ جهوريّ في الملا * زَارهُ الموتُ،فأمسى أخرسَا

لهف نفسي:مَا قريضٌ نَابضٌ * مِن رُبى الأقصى يدُقّ الجَرسَا

يذكُرُ الأمّ،ويرجُو خُبزَها * يُسعفُ المكلُومَ،يأسُو البُؤسَا

يجعلُ الأردُنّ نَهرًا ثائرًا * يجعلُ الزّيتون نِدّا شرِسًا

يا أمير الحرف هَا تَمشي،وهَا * وحدَهُ يرعى،تركتَ الفَرَسَا

قُلْ لِعكّا إنّ رامَ الله في * سِرّها تدعُو:لعلّ...وعسى...

يا فلسطينُ اسْلمي،قد عادَ مَنْ * يعشقُ الأرضَ،وطِيبي نَفَسًا

واقْرئي مِن (آخر اللّيل) على * شِبْه درويش ليُكْسى سُندُسًا

لو تُفيدُ الشّكوى كانت لهَبًا * تَصهَرُ الصّخْرَ،إذا الصّخرُ قَسَا

لو يُعيدُ الدّمعُ رُوحًا سَافرتْ * لجَرى دَمْعي يُفيضُ الأكؤسَا

قدرُ الله بأن تَمضِي إلى * غَيْر دُنيانَا،لِقَبْر مَلُسَا

أيّها العِملاقُ مَا شِعري إذَا * كُنتَ نَهْرًا مُسْتطابًا سَلِسًا؟

هل بِيَافَا بُرتُقالٌ نَاضِرٌ؟ * أشَتَاتٌ قُربَ حَيْفَا عرّسَا؟

يا أخي في غزّة أو ضفّة * لِمَ لا تُنهي خِلافًا دَنِسًا؟

لِمَ لا تَمضُونَ صفّا وَاحدًا * يضربُ الأعدَاءَ،يَحمي القُدُسَا؟

كُنْ رَفِيعَ القَدْر،واطْلُبْ جَنّة * ليسَ فُومًا،بَصَلًا،أو عَدَسًا

بقلمي: عبد العالي لقدوعي.


مدينة المنيعة (جنوب الجزائر)،في 09 آب 2008م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق