* موتُ نزار (من بحر الخفيف) *
ظهرَ الصُّبحُ شَاحبًا،مَا دَهاهُ؟! * وبَدَا الجوُّ أغبرًا،ما عَسَاهُ؟!
وحُروفُ القريضِ تندُبُ حَظّاً * وعَرُوضُ الخَليلِ يخبُو سَنَاهُ
ووُجُومٌ ،ولَوعةٌ،وانْتِكَاسٌ * ودُمُوعٌ كَأنّها الأمواهُ
ليتَ شِعْري:أماتَ حقّا نِزارٌ * ودَعَاهُ إلى الرَّدى ما دَعَاهُ؟
شاعِرٌ مُفْلِقٌ إلى الشّامِ يُعْزَى * ولِبيرُوتَ مَيْلُهُ وهَواهُ
شاعِرٌ يجعلُ الحَديثَ قَريضًا * مُذْ وَعَى ذَاكَ دأبُهُ،مُذْ صِبَاهُ
شاعرٌ يجعلُ القَريضَ نَسِيجًا * تَتغنّى بِمَا يَقُولُ الشّفَاهُ
شاعِرٌ يُرسِلُ الْمَعَاني غِزَارًا * والْوَرَى في خِضَمّ مَعْنَاهُ تَاهُوا
شَاعِرٌ يَمْزُجُ الْحُقُوقَ مَعَ الْحِكْمَةِ بِالشِّعْرِ والْهَوى،إذْ أتَاهُ
لُنْدُنُ اِسْتَقْبَلَتْ نِزَارُ سَفِيرًا * مُرْسِلًا مَا تَخُطُّ شِعْرًا يَدَاهُ
ثُمّ مَدْرِيدُ أتْحَفَتْنَا بِ(سَامْبَا) * وَ بِكِينُ اِحْتَفَتْ،أعدَّتْ قِرَاهُ
لَمْ يَزَلْ يَكْتُبُ النّسِيبَ،ويَحْيَا * للْهَوَى ضَوْءَ صُبْحِهِ و دُجَاهُ
يَعْشَقُ الذّاتَ،ذَاتَهُ،نَرْجِسِيّاً * وحَزِيرَانُ ثُمّ نَكْسَةٌ غَيَّرَاهُ
فَمَضَى يَكْتُبُ السِّياسةَ،يُبْدِي * رَأيَهُ،والْيَرَاعُ سَهْمًا بَرَاهُ
لَمْ يُنَافِقْ،بَلْ كَانَ صِدْقًا صَريحًا * ومَنَامًا مِنْهُ،تَلَاهُ اِنْتِبَاهٌ
يَومَ مَاتَتْ بَلْقِيسُ،مَاتَ حَنَانٌ * وجَمَالٌ فَرْدٌ،وحُبٌ،وجَاهٌ
حَفَرَ الْحُزْنُ في الْفُؤادِ عَمِيقًا * وأضَاعَ الزّوجُ الْكَسِيرُ خُطَاهُ
بُحَّ صَوتُ الْهَزَارِ،أَظْلَمَتِ الدُّنيَا،فصُبْحٌ وظُلْمَةٌ أَشْبَاهٌ
ثُمّ مَاتَ الْهَزَارُ،فَانْقَطَعَ الشَّدْوُ * وعمَّ السُّكُونُ،آهٌ وآهٌ
بقلمي: عبد العالي لقدوعي.
المنيعةُ (جنوُب الجزائر)، في 30 نيسان 1998 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق