قـــال الــــــراوي:
المستشار د. سليم أحمد حسن ـ الأردن
********************************************
فرق شـاسع ْ.. بين الـدين .. ومن أسـْـمَوا أنفسهم ظلما بـ " رجال الدين "
وأنا ـ سـلفـًا ـ لا تعميم لديّ .. فالله العالم ما تخفي نفس الإنسان .
لكني أعلم أن الــدين ، التقــوى ، الحــقّ ، الإيمان .
والدين: الخلقُ ، العلمُ ، الصدقُ ، العدلُ ، الإحسان.
والدين مبادىء راسخة ، لا يأيتها الباطل أبدا.. إذ هي تنزيـــل الرحمـن .
***
ولكنْ، ليس الدين بقصـَر الثـوب ِ .. أو حمل السبحةِ.. أو طول اللحيةِ ..
أو تأدية صلاة دون خشوع مع كل أذان !
ليس الدين كلامـًا وفتـاوى، تُـطلق للإرضاء، وللإقصاء،
وللترغيــب ، وللترهيــب ، وليس خطابًـــا أو إعــــــلان .
وليس الدين نفاقًـا للحاكم والسلطة ، والفاسد والمتنـفِّــذ ِ..
زيد يرث وزيد لا يرث بوسع الذمة دون دليل أو برهـان؟
***
ورجل الدين المؤمن، لا يكذبُ، لا يهمز، أو يلمز، أو يفسق ..
أو يجهل .. أو يجمع مالاً من بهتان !
رجل الدين المؤمن ، يكون القدوة بين الناس.. يكون النابض بالحب وبالإحساس.
ويكرّس كل الفكر، وكل العلم، وكلّ الجهـد لنشر تعاليم وهـدي الدين وتفعيل العقل .
ويكون الفاعل في مجتمع يدعو فيه إلى البذل بكلّ الهمّة .
يبني لا يهدمُ .. ويُــقـرنُ صــدقَ القــولِ بصــدق الفعـــل .
يـجـمــــع ويُــقـــرّبُ ، ويُـنـــادي بالحــب وبالخــير وبــالعــــدل وتـســــاوي الكل .
إذ لا يَـفـْضُـــلُ أحـــــدٌ أحــــــدًا إلا بالتّـقــــوى.
والمؤمن يعمل بالحق لوحـدة هذي الأمة، وقوّة هذي الأمـة ..
ويــذكر من آيــات كتـــاب الله .. ما فــيه الدعــوة والحكــمة:
" واعتصموا وأعـــدُّوا، والله سينجز وعـده .. وينصر عبده ..
والمؤمن لا ينكأ جرحا ، أو ينبش فـتـنة .. فالفتنة في الدين أشد من القتل .
ورجل الدين المؤمن ، لا تأخذه في إحقاق الحق .. لومة لائمْ،
أو ســـطـــوة مـن يقــــدرُ .. أو طلــــب أمـير أو ســـلطــــان..
ورجل الدين المؤمن يؤتى لا يأتـي .. لا يحمل " كندرة" الحاكم ويبوس يديهِ
أو يتزلـّف بالقول له .. يا مولاي .. إذ لا مولى غـير الرحمـن.
_______________________________
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق