الأربعاء، 15 يوليو 2020

رشا...للمبدعة حسناء اشنيتفة

(((((رشا)))))

وقفت تصفف جدائل الزمن..
أحزنها شبح شيخوختها..
وعندما أتمت الضفيرة..
قصتها من جذورها..
فاغتالها الندم..
مع شعور بالنقص..
فكسرت مرآة الحقيقة..
بكل عنف.. بالمقص..
تناثرت شظاياها..
ودوى صوتها المكان..
من فزعها أغمضت عينيها..
وعندما فتحتهما..
فجأة..
عاد كل شيء كما كان..
عادت رشا لشبابها..
والبيت يضج بضحكات اﻷطفال..
فنادتهم.. سهيب، سيف، ريم..
نعم يا أمي نحن نلعب في البستان..
خرجت مسرعة للبستان..
لكنها لم تجدهم..
فقط هي الأرجوحة تتحرك..
والضحكات تعلو المكان..
انكبت على ركبتيها منهارة..
فإذا بكف تُربِّت على كتفيها باطمئنان..
التفتت فزعة..
فإذا بها تجد نفسها..
تقول لها.. تعالي معي.. قفي..
فللأسف لا شيء يعود كما كان..
فسهيب مات في الطائرة..
التي انفجرت وكان لها ربان..
وسيف غرق في اليم..
وهو في رحلة عمل باليونان..
وريم أنا.. تزوجت يا أمي..
و أزورك دوما لكنك لا تتذكرين..
ولا تذكري شيئا منذ وفاة أبي..
و إخوتي الصبيان..
كانت الصدمة قوية علينا وعليك..
لكني وعدتك بأني سأعوضك..
بشيء من الحنان..
استرخي.. فأنتِ الآن بأمان..
وما هي إلا دقائق..
حتى صارت رشا بجوار الرحمان..
فلقد أحياها الله..
بعد أن أماتها منذ ذلك الأوان..

✒أ-حسناء اشنيتفة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق