السبت، 23 يناير 2021

الحمار و التغيير...للمبدع غسان دلل

الحمار والتغيير..

يحكى أن حمارا..

كان يتميز عن أقرانه..

بالعناد..

وسعة الخيال..

فوقف أمام المرآة طويلا..

تأمل في صورته..

وقع في حبها..

وفيما حولها من أطلال وظلال..

فحدث نفسه..

بغرور وجهل..

حدثها..وقال..

سئمت من حالي..

سئمت من وضعي..

إنتهي الأمر..

بعد اليوم..

لن يستمر..

الحمار..حمارا..

فنظر حوله..

تلفت يمنة و يسارا..

هذه شجرة..

هذه سيارة..

وهذا قطار..

عالية هي..

ولكنني سأتسلقها..

كما تتسلقها القرود..

ليلا ونهار..

رجع للوراء خطوات..

تأهب ..تحمى..

وانطلق بخفة الغزال..

وقفز بقوة الحصان..

فتعلق بالغصن في عالي الأشجار..

تأرجح قليلاً..

لكن..

خانه وزنه..

خانه جهله..

وأوهنته شدة الارتطام..

فانكسر الغصن به وانهار..

خدش جلده..

تضررت أطرافه..

لم يتراجع..

لم يتردد..

هو ثابت على موقفه..

وهو صاحب القرار..

فلم غيره يسوق السيارة..

ويركب أسرع قطار..!؟

فمضى..

تعلم بعض الدروس..

وكعادته بسرعة قرر الاختبار..

حشر نفسه وراء المقود..

داس على دواسة البنزين..

وكبس الأزرار..

فسارت السيارة..

وبسرعة الطير..طار..

ففقد السيطرة..

وانتهى بالحفرة معفرا بالغبار..

نفض جسده..

حرك رأسه وذيله..

انتفض مذعوراً..

هاج..واستطال..

كيف لا أنجح وأنا الحمار..!؟

فإن لم أفلح..

مع الشجرة والسيارة..

علي الآن بالقطار..

فأنا قوي البنية..

كبير الرأس..

ضخم الجثة..

عظيم الحجم..

ثقيل الوزن..

وكنت أحمل الناس والأسرار..

أحمل..

البضائع والأموال قبل القطار..

فوقف على سكة الحديد..

متحدياً..وقال..

لنر..

أنا أم أنت يا قطار..!؟

قدم القطار مسرع..

صفر وصفر..

وعن سكة الحديد..

لم يتزحزح الحمار..

داسه..

تقطعت أوصاله..

رفع رأسه..

تقاطيع وجهه موسومة بالتحدي..

وعيناه تقدح شرر و نار..

صرخ..صرخ..

وقال..

أنا الحمار.. أنا الحمار..

غداً أقف مرة أخرى..

وأهزم مؤامراتك..

فإن كنت اليوم عاثر الحظ..

غداً.. غداً يوم الانتصار..

غسان دلل..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق