الأربعاء، 13 يناير 2021

و مات نزار....للمبدع طارق المحارب

طارق المحارب ..
17/8/2020
في رثاء الشاعر نزار قباني ..

و.ماتَ نزارْ ..

و ماتَ نزارْ ..
و لمْ يمتِ الشِّعرُ لكنْ لكلٍّ مسارْ
وكلٌّ يُغنِّي و كلٌّ ينوحُ ..
و مابينَ هذينِ ريحٌ ورملٌ و عاصفةٌ منْ غبارْ !!
و ما زالَ ديوانُهُ الحيُّ مزرعةً ..
و فيها الفواكهُ طازجةٌ و الخضارْ !!
و مازالَ طائرَ قومٍ يجوبُ الفضاءَ ..
ويجتازُ أقصى البحارْ !!
و مازالَ نجماً بعيداً قريباً ..
يُنيرُ دجانا إذا ما توارى النَّهارْ !!
و ما زالَ غيثاً و خِصباً وفيراً يُقيتُ عُقولاً ..
و يُرضعُ كلَّ الجياعِ الصِّغارْ !!

ألا أيُّها الشَّاعرُ المُستنيرُ تحيَّةْ
و قُبلةُ حُبٍّ وفيَّةْ
و دمعةُ حزنٍ ..
وعِقدٌ منَ الياسمينِ أنارْ
إذا ضمَّ جيدَكَ يوما تباهى ..
و ألفاكَ أبهى إذا قلتَ شِعراً ..
و ألفى حروفَكَ تلكَ مَنارْ !!
أحبَّتكَ كلُّ القوافي ..
فنامتْ على شفتَيكَ لتصحوْ ..
وفيها نشيدٌ و فيها غناءٌ ..
و فيها بكاءٌ وفيها بناءٌ و فيها دمارْ !!
فلا عجبٌ لو راينا عيوناً تُجيدُ القراءةْ
و حينَ تُقلِّبُ ما قلتَ فهْيَ تغارْ !!
و كلُّ امرئٍ في الكلامِ مُجيدٌ
و كلُّ الكلامِ كلامٌ
وكلُّ النَّباتِ نباتٌ
ولكنَّ نظمَ القوافي ثمارْ
و منْ يمتطِ الشِّغرَ فالشِّعرُ خَيلٌ
عليهِ نجاةٌ و فيهِ انتحارْ !!
و لمَّا صحوتُ على الشِّعرِ عندَكَ ..
أدركتُ أنَّكَ ليسَ يُشَقُّ لديكَ غبارْ
و أدركتُ أنَّ السُّهولَ جنانٌ ودَوحٌ و أيكٌ ..
و بعضَ الأماكنِ قحطٌ ..
فلا وردَ فيها و لا اخضرارْ !!

كسوتَ الحروفَ كساءَ الخبيرْ
فذاكَ طويلٌ وذاكَ قصيرْ
وذاكَ يشفُّ ..
و ذاكَ عليهِ سلامٌ ..
وذاكَ منَ النَّزفِ فيهِ احمرارْ
وذاكَ بناءٌ على ساعدَيكَ تعالى ..
و آخرُ منْ بعدِ حربٍ دمارْ !!
ويمضي الزَّمانُ ..
و مازلتَ بعدَ وداعِ السَّفاراتِ ذاكَ السَّفيرْ
تغيبُ و تاتي ..
كما الطَّيرِ في كلِّ فصلٍ إلى بلدٍ في الرَّبيعِ يطيرْ
و مازلتَ تحلمُ بالاِنتصارْ !!
فلا نكسةٌ باقيةْ
و لا أسطرٌ راثيةْ
و لا  أُمَّةٌ يعتريها انكسارْ   !!

سلاماً نزارْ  !!
حَييتَ بعصرٍ نُحاصرُ فيهِ ..
و ما زالَ حولَ البلادِ الحصارْ   !! 
و مازالتِ الأمُّ ثكلى هنا ..
و هناكَ ينوحُ الجوارْ   !!
و ما زالتِ الرِّيحُ تأتي وتنشرُ كلَّ وباءٍ ..
وتنثرُ خلفَ الشِّفاهِ المرارْ  !!
و تُزهقُ أرواحنا دونَ ذنبٍ  وما منْ فرارْ  !!
فلا القدسُ عادتْ 
و لا  أبهجَ النَّاظرِينَ انتظارْ
و بغدادُ عطشى ..
و جِلِّقُ جوعى ..
و أهلُكَ صرعى  و دهرُكَ جارْ
و يمضي  انفجارٌ  يروِّعُ شعباً و يأتي انفجارْ  !!
كأنَّا خُلِقنا على هذهِ الأرضِ دونَ الخلائقِ  موتى ..
و كأسُ المنايا علينا و ليستْ على الآخرينَ تُدارْ   !!
و لوْ عُدتَ حيّاً لما قلتَ  إلَّا :
بنيْ أمَّتي اينَ تَمضونَ بَعدي  ..
و هلْ بعدَ موتي اتَّخذتمْ قرارْ   ؟!!

طارق موسى المحارب ..

بقلمي ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق