(لست حرة بما يكفي..)
لأني لا أستطع أن أعبئ كفاي حرية
لأصنع جبلاً
و أطير من أعلى قمته
و لا أستطع أن انبش الماضي
بظفر من حرير
لأختلس نظرة على من سبقني
إلى الهاوية
و لا أملك ثمن تذكرة لأزور أمي
أو لأفحص فصيلة دم أبي
و لأن لا عين لي في مؤخرة رأسي
و لا أنف بديل لكبريائي
و قدم واحدة
و عمر واحد وجسد واهن ..
لا يكفي لأكون حرة
و لأني لست حرة ..
أتابع السير للأمام
و أعود من البعيد هرولة
على مجلد فارغ أسود
و ضفيرتين نائمتين تخشى الغرق
أغرس رأسي في وسادة ..
أهلكتها أفكار ماجنة
و أنا أرتدي قميصًا أحمرًا
يعكس بريق شهوة عوالم ترقب أحلامي
أجمع نزفي كتذكار على رقعة بيضاء ..
لأضمه إلى ضفائري
و أسكن الجدران هرباً من ظلي
أتنفس بقايا هواء مستهلك
و أنا أسجل تاريخ الحضارة سراً
لأعثر على زهرة أطول عمراً
و أكثر حرية ..
و أرض لا يؤول مصيرها
إلى اللا حياة
أقبل بقطع من الشيكولاه
كعلاج لمرضي العضال ..
ذاك الذي أصابني و أنا أنثر فتات
من الخبز المبارك على القبور
أجلس بين الناس في زاوية مظلمة
و أترك لهم حق الأختيار ..
و صمتًا أغرقني في اللاشعور
ثم أحمل مقعدي..
و غيمة من دخان الفلاسفة و المفكرين
و سياط صاحب الحانة البذئ
و اللمسات المثيرة للمشردين
تحت عبائتي الفضفاضة
لأسبح في ضمير الليل القاتم
و أقتلني مراراً في خيالي
مرة يوم تخرجي للعالم
و مرة يوم مخاضي ..
لأضع رجل شرقي ..لا شريك له
و عند النوم تحت أقدام ..
تمثال الحرية .. و قبل أن أثور
أقتلني مراراً ..
و أنا أحبو داخل معتقداتي
و أنا ألعب ألعاباً محرمة
و أنا أتلعثم لأشهد و أتشاهد
و حين أكتب قصيدة بعنوان
لست حرة بما يكفي ..
و لا يقرأها إلا طيف عابر
و هو يردد باسمًا ..
إن بعد العسر يسرا
فأقتلني لأخر مرة ..
و أنا أستغيث ..
و قبل غرقي في رأسي الأحمق
كي أودع نهاية عرجاء
في قصيدة مفتتحها حرف أصم .
#lubna_hamada
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق