بقايا الحِساب
يا غائباً تركتَ في ذمتك بقايا الحساب
فمٌ يُسددها لكنهُ آثرَ أنْ ينسحب فغاب
عَجَبي كيفَ تنسين قلباً تَعَلَقَ بكِ شغفاً
كنتِ لهُ واحةً خضراء وملجأ بلا إكتئاب
سُبحانَ مغير الأحوالِ بين ليلة وضحاها
قولِ ماذا جَرى هَطَلَتْ أم غيوم وسَحاب
كانَ ربيعاً كَخريف العرب بدأ من تونس
حَمَلَ حَريقاً أشعلَ النيران دخان وضباب
رحتُ أسال وأستفسر هكذا أُحْرِقت روما
ونيرونها أخذَ يبكي وهو بالجنونِ مُصاب
يا من قرأتِ التاريخ وتضاريس الجغرافيا
هل علمتِ بخطوط القلب آذاها الإضطراب
وهل نظرتِ للسماء نجومها قمرها أبراجها
كنتِ ضوء إحداهن لكنكِ أخترتي الإنسحاب
أجيبي عن سؤال ؟ ما سِرُ هذا الإختفاء
أهوَ الخوف أم الحب أمسى خبراً وذاب
هلْ تسليتي أم تراهنتي وبالحالتين فزتي
فوزكِ يعني إنتهاكٌ لقوانين الحب والأحباب
عودي لِرشدكِ ولتعيدي المياه لمجاريها
مكانكِ في القلب لم يتزحزح لكِ بيت وباب
وبقايا روحٌ هائمة تنطق بحروف إسمكِ
ولاتظنِ إنكِ في حلمٍ بين الحقيقة والسراب
الحظُ لا يطرقُ بابكِ مرتين وتلك حقائق
هي صون للعفاف وتعويض لذاك العذاب
أتبقين أم تمضين لحياةٍ أُخرى تسرك
وغداً سيذوي ويرحل ذاكَ الجمال والشباب
وتلكَ يدٌ مُدّتْ إليكِ فتمسكِ بها بقوةٍ
لتبقينَ أميرتي ترنو لها الأبصار بإعجاب
وهذه رسائلي كتبتها إليكِ زينتها وعطرتها
اذا أعجبتكِ فأكتبِ رداً والهوى آثرَ وطاب
بقلمي براق فيصل الحسني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق