الخميس، 26 أغسطس 2021

جدتي... للمبدع أشرف عز الدين محمود

....جدتي.....
بقلمي أشرف عزالدين محمود 
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
لست أخص بالذكر او بالتحديد بهذي الكلمة جدتي ،
بل أقصد على وجه العموم كل سيدة بلغت من الكبر عتيا 
فهى (جدتي )هذي المرأة التي طالما كانت صديقة للوحدة
ورفيقة الأنتظار المر، ومرّتْ  عليها السنونٌ سالفاتٌ عوابسٌ
تجرّ أذيالٍ الخيبة ويفيض لها دمعٌ من العين سائلٌ
يهزّ أعماق النفوس مُجافيا،في هذي الأوقات من العمر، لا سائل يسأل عنها إلا قليلا ولا محاور يجالسها ليستمع ما يعتمل في نفسها إلا نادرا، فكيف السبيل إذن لفض مكنون الصدر،واخراج الآهات الحبيسة بين طيات الضلوع؟
او كيفُ تَغدُو غُرْبتَها في الدَّارِ نارْ؟!!اعتادت الوحدة،فالليلُ مُضنٍ لا يُبالي عتمَتها،وهى منطوية في ركن من أركان البيت،تحاول ان تخبِّئ عنا اضطراباتها لتملم راياتِ حُزنُها عَلَّنَا، اصبحت منسية، أو بالأحرى شبه  مهملة..،أغلالَ القلب ٍ نازفٍة،وقُيودَ.من الحُزنٍ جارفٍة،فبعدما كانت تشَاطِرُ الحُلْمَ الحَمِيْمَ في  حَقِيقَتِه فَتعُودُ تسْبَحُ في الخَيَالِ مُره اخرى،و تعاني ذكريات في غياهب الجب من زمن بعيد ،ذكريات كانت تتجمع فيها كل الألوان من حزن وفرح وترح من ألم وأمل وعمل من يأس وبأس من وهن وقوة وضعف من صحة ومرض من رقود وركود ونهوض من وفاء وغيبة وغدر من أمن وخوف وسلام من جوع وعطش وفقر وغنى من لذة وعزة من ذل وكرامة....الخ لا احد يحتاجُها او  بجانبها ليقطِّع.. لُججَ الظلامِ المفزِعِ الذي يخيم على المكان
ولا يد تحنو فتمسح الدَّمعِ والودْقِ الغزيرْ ما لها سوى ذكريات ،تدفنُ  فيها الأشواقَ عُمقًا في أزِقَّةِ الاغترابْ! نعم لقد مر بها كل شيء حتى وصلت إلى اخر  محطات الحياة محطة النسيان. تطَعَّمُت باليَأسَ، منْ غَيرِ انتظارْ،فحياتها سوف يطويها الغيابُ،ويضيفُها الموت  رقماً في ساحةِ الموتِ الكبيرْ .
________________________________________

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق