غربة وسجان.. للمبدع نبيل الخطيب

.     .     . غربة وسجان

سَرَقُوا أَرْضِي 

هدمو بَيْتِي 

فِي أصْقاع الْأَرْض شريدا 

بِتّ وعائلتي 

لَا نُقُودٌ لَدَيْنَا 

وَلَا نُمْلَك ثَمَن الْفِرَاش 

حَتَّى اللِّبَاس أَصْبَح قَلِيلًا 

لَا مَكَانُ نَنَام بَيْن جُدْرَانِه 

أَو نَأوِي لَه 

سِوَى الْبَرَارِيّ وَالْقِفَار 

تَحْت لَظَى الشَّمْس الْمُحْرِقَة بِتْنَا 

وَفِي صَقِيع الشِّتَاء 

تعطفوا عَلَيْنَا وَخَيْمَةٌ أَرْسَلُوا 

تتقاذفها الرِّيَاح يَمْنَة وَيُسْرَى 

وَفِي جَمِيعِ الإ تِّجَاهَات 

أرضي هُنَالِك وبيتنا 

أَطْبَقَ عَلَيْهِ الْغُرَبَاء 

مِنْ كُلِّ الْعَالَمِ أَتَوْا بِهِم 

يَا لِلْعَالِم الظَّالِم 

وَالْأَيْدِي العابثة 

ذِكْرَيَات لَا زَالَتْ فِي الْخَاطِرِ 

تروادنا بِكُلّ حِين وَأَوَان 

ابْنُ سَبْعِ خَرَجَت أُمِّي بِي 

فِي غُرْبَةٍ وَلَدَتْنِي 

كَم يَتَمَنَّوْن الْعَوْدَة كَانُوا 

وَلَكِن الدِّيَار محتلة وَخَرَاب 

لِرَحْمَةِ اللَّهِ انْتَقَلُوا 

وَفِي الْخَاطِرِ لَا زَالَتْ تِلْكَ الدِّيَارِ 

ياه مَا اصعبه مِنْ حَالِ . 

لَا زِلْت فِي ذاكرتي يَا أَرْضُ الْحَبّ وَالْإِسْرَاء 

أَرْضِي هُنَالِك لَم أَحْيَا يَوْمًا عَلَى تُرَابُهَا 

سِجِّين غُرْبَة أَنَّا لَا زِلْت 

يَقْتُلْنِي الْحُنَيْن 

كَم تَتُوق رُوحِي لعودة 

وَأَدْفن فِي تِلْكَ الدِّيَارِ 

تستعصي الذَّاكِرَة النِّسْيَان 

فَكُلّ شيئ بَات غَرِيبًا 

وَكُلّ شيئ أَصْبَح سَجَّان 

شعور لا يحياه الا من هوا أهله

لا اذاقكم الله البعاد عن أوطانكم

ولا اذاقكم طعم الهوان

وطني يسكن مقلتي والعيون

وهوا علي لن يهون

لا بد لعودة مهما بلغت الظنون

افديه بدمي وولدي

في روحي ساكن وغيره لن يكون

 

Nabil Alkhatib