قصة قصيرة-- حلم ضائع
... بقلمي أشرف عزالدين محمود...
.................................................................
حزم امتعته ليلا استعدادا للرحيل وهو عازما ان يترك القرية دون عودة ،غادر القرية في الفجر،وقد دفن في الخيال قلبه الوديع،وفي عقله حرب بين الماضي والحاضر
تتلاحقُ دقات الأقدام،وتتبارى الذكريات،تتسارع إيقاعات القلب متلاحقة، والليل أغفى فأرخى من جدائلة محتدًا بصوت الاحتفاء!،ربما لا يملك حشوَ فمه طعامًا،يقفْ متأمل مغربَ العمر،و يمر على الدنيا خفيفاً كالنسيم وكإخفاقَ الشعاعِ،ووديعا كافراخ عصافير،ولكن على كاهلهم عبء كبير وفريد،حيث الضباب الأسود متبرعماً وكأن البحر بلا شطئان في المناطق الساخنة ،الظلمة أكبر وأعمق من عيني إنسان،عبء أن يولد في العتمة مصباح جديد،فريد،يبدد.الحلكة ويقتل الظلمة، تنطفيء المصابيح في الجسد .وكل ليل ،وهو لا يملك ما يملأ كفه طعاما أو قليلا من الفتات، في القلبِ شدتْ عليه قيثارته،حتى اليدينِ وأشعلتْ،لحنَ الرحيل من الديارْ،وقد كان وجه الصباح مزريا، بائسا، يائسا، كدمع الذين قضوا ليلهم خائفين،ومن الجوع تائهون،وتحت شعاع الشمس الحارق، والرصيف ُ موجة ٌ متقاعدة ،والصمت يسكب في سمع الدجى نغمًا،أليمًا ،عبثـًا يحاولُ بالقلم لـَمـْلـَمـَةَ ما به على الورقة كيما يمسكَ بخيطٍ من بقايا الحـُلـُم ولكنه يبقي في النهاية غيرِ واضح الـملامح.فلا يعثرُ على بعضِ ورقة،لا يجـِدُ القلم،لا يجد الحلم،لا يجد....فيرحل .
..........................................................................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق