الجمعة، 26 نوفمبر 2021

هل رأيت الماء يبكي.. للمبدع عبد الرزاق سعدة

هل رأيت الماءَ يبكي ؟؟؟
=============
وقفتُ على أعتابكِ المندثرة 
أبكي على زمانٍ كنت فيه عامرة
قبل رحيل نهاركِ الجميل
يوم غابت شمسكِ 
والتفَّ الظلام حول قبابك ذات الألوان القرمزية... والمآذن الخضراء ... 
وبطشت يد الغدر بالصخر ...
وتكسر الحجر فوق النهر ...
يوم سقطت أحجارك المزركشة 
فوق الماء وبكى الماء ...
هل رأيت ماء يبكي ؟؟؟
أنا رأيته وسمعت أنينه !!!
وخريره عندما يتهاوى حزناً عليك
كانت شمسك الثكلى يغطي وجهها الغبار الأحمر ممزوجا بنبيذ الأعناب 
الصامدة في الحواري الضيقة
سقى ضفاف نهرك فنبت البيلسان 
مات البيلسان
 ولم تمت يد الغدر
وماتت الأسماك في قاع النهر
ولم تمت يد الغدر
وتقهقر الحجر واندثر  
ولم تمت يد الغدر
وتسأل الأرواح والأحزان
متى ينجلي الظلام 
وينبثق الفجر ...
*****
أحببتك وليس في يدي
سوى قلم وعلى منضدتي
دواة حبر ...
لاتعتبي عليًّ فلا أملك معهم
سوى ترسانة من ورق
وبعض من حروف خضر ...
لونها كأغصان الزيتون
كحباتِ الزيتون قبل العصر ...
لاتعتبي عليّ فلعل القادم أفضل
بعد أن تموت يد الغدر ...
*****
لعل بعد الغبار 
ينبثق الفجر ...
وتطلع شمس النهار
وتتصدر سماءك وقت الظهر ...
لنحيا حياة الأماني
وينثر البيلسان زهرهُ 
على ضناف النهر ...
وتعود الحياة ويرجع ربيعها 
وعناقيد الأعناب على جفناتها
تولد من جديد لتقطع يد الغدر ...
وينبثق الفجر ... ويموت القهر ... ويتحقق النصر ...
ونعيش في أمنٍ وأمان 
باقي العمر .........

بقلم : عبدالرزاق سعدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق