الجمعة، 4 مايو 2018

كانون الضياع .. للمبدع حسين أبو الهيجاء

_ كانون الضَياع  ! _____  ___ حسين ابو الهيجاء
                                     " سيدة النور "

  .. سئمتُ وِحدتي
مللتُ من فُقدانِ أكثري الجميل ، خلف الضباب السميك .. !
أرهقني الانتظارُ الموحشُ خلف خرائطَ مخادعة  .. ، خرائطَ لَعوبةٍ .. و غاوية .. !
    آهٍ  .. كم اقنعتُ نفسي بامتلاكِ خريطةِ الكَنز ..
     و آهٍ .. كم خذَلَتني خرائطُ الوصول اليكِ  ..  !

  في كانون ..
     كنتِ تُسرجينَ لهيبَ عينيكِ شُموساً ..
كنتِ تطلقينها بريقاً .. ، تنشرينها ضياءً يخترقُ يباسي .. ، يغمرُ تشقُقاتِ روحي .. ،
.             غاباتٌ من الضياء الذي يهزمُ عينيّ .. !

    في كانونَ ، يعبقُ عطرُكِ في المكان .. يهطلُ مع المطر .. ينتشرُ مع النسيم .. و يتشكّلُ غيوماً من اريجِ انثى .. !

  في كانون ..
    كنتُ اُمزّقُ قميصي ..  ، انكُثُ شَعري ..   افرِدُ ذراعيَّ كجناحَيّ طائرٍ ، و أنطلقُ تحت زخّات المطر .. ،
اعدو مُتماوِجاً .. مُنتعشاً تحتَ سِياطِ حبات البَرَد .. !
اعُبُّ من النسيم المُشبع بعطركِ ..  اتنفسُكِ شهيقاً طويلا .. ، املأُ صدري بكِ ، اكتُمُ انفاسي عليك ، حتى تمتزجين مع ذرّاتي .. ، حتى تملئين مساماتي .. و تنتشرين في كُلّي .. !

في كانون .. ، كنا ثلاثة فقط :
                     انا ..  و انتِ  ..  و المطر  !

في كانون .. لهيبُ جسدَينِ .. و رعشةُ روح

   و في كانون ايضاً ..
                     ذابتْ خرائطُ الوصول اليكِ  .. !!

و لا زلتُ انتظرُ كانون
انتطرُ المطر
انتظرُ غابات الضياء
                و اكتبُ فصولَ الغيابِ على الجدران !

   .. تلك الجدرانُ التي غصّت بالارقام الموغلةِ في غيابكِ ،
تلك الجدران صرخَت بي  :    كفى .. كفى ..  كفى .. !

   و كانون يوغلُ في الغياب . ،
و كلما رغى الوقتُ ، كنتِ تُمعنين في البُعد ، و انا اوغلُ في الحريق .. و اتنفسُ ضباباً سميكاً خانقا ً.. !

    أرهقنى الانتطارُ منذ الف كانون .. ، حتى صرتِ كابوساً  ! ، و صرت ُ لُزوجةَ شمعةٍ  ، تحترقُ و تذوبُ على نفسها .. !

الف كانون من الانتظار
الف كانون من عَينين و من شفتين
الف كانون من الحريق ..

و الف كابوسٍ  .. يقُضُّني ، يهُزُّني ، و يصرخُ في وجهي !

   و الف ارتدادٍ للوراء ، .. كارتداد صدى الهزيمةِ في النفس ، كرعشةِ  طائرٍ ذبيحٍ ، يقفزُ للخلفِ ،  علَّهُ يعود بالزمنِ للوراء ..، !
    كيقظةِ نائم ،ٍ من فزَعِ حُلُمٍ ، ملأَهُ عطَشاً سميكاً  !!

الف كانون
و الف كابوس
و الف انهيار

  الف انهيار …  !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق