الأربعاء، 20 يونيو 2018

لا تحسبي البعد...... للمبدع صلاح محمد الصالح

لا تحسبي البعد عنك يقدر

    فبعدك آلام وذنوب لا تغفر

لا يعلم الخلان ماذا إذا بي

    أنا بينهم جثة هامدة لا تشعر

تلوح أنسامك بادية من مغزلي

   ومشارف الروح من بعدك سفر

ما قض رهوقي وما أضناه

    سوى نأي الهوى والأنفاس تحتضر

ما أخترت ولا اخترت ولكنني

     أشهد الأيام والأحلام والليل والقمر

محال أفعال الروح ماذا بها

      تلتقي أرواحا في طوايا المجر

يا نأي نفسي إن كنت يوما

     تخيرت هوايا لكنني راغما أحضر

وأعلم أن لقياكي قيد محال

      إن لم يكن يوما أعده القدر

يا ويح نفسي مما أصيبت به

    خلاج وضنون ورهوق مثمر

أيحتاجني الهوى أن أبوح له

    أم أن الهوى يرى ويعلم ويبصر

مسكين هذا الجسد قد فارقته روحه

     وهل هي يوم بالأمر كانت تأتمر

فيا محياكي يطالعني كل ليلة

     كأنه البدر باه ورواصع الدرر

ماالسبيل والفناء كاد أن يدنى

    وما من بد بالفناء أنا مقرر

كنواصع شوق تحملني إليك النسائم

     كما بذور الطلع يشتاقها الشجر

أبات مفتون العينين كل ليلة

     من فيض مقياي تبللت صرر

ما الصنيعة وبد البد من ولهي

    حتى الصبر قد مل من صبره الصبر

أرى أشياء من حولي تتململ

    صور شتى في الذاكرة تحتضر

وقف الزمان ملتاع للوعتي

     قائلا ليت لي حيلة لأجلك أو أمر

والدنيا تبسمت لي قائلة

    أمنك أنت أيا عاشق أيامي تدبر

يا ويحي أنا من خلان الهوى

       أجافيهم وليس لي من أمري أمر

صكوك صكتها القلوب بالدم

     وأرواح تحمل الصكوك تنتظر

تبحث لها عن مرتع في رحب الدنا

   وما الصحاري مكان يفلح ويبذر

سأسلك دروب الأرواح مرابطا

     علها روحي تلقاكي لحظة وتزهر

ليال خجلى قد تماهت طائعة

    على أستحياء من الأشواق باتت تستر

إن كانت أشواقي أشد ذنوبي

    فأملي بربي عالما رحيما ويغفر


بقلمي دائما

صلاح محمد الصالح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق