الثلاثاء، 9 يوليو 2019

مجاراة لقصيدة ابن زريق البغدادي بعنوان عاشق ولهان في عهدة الرحمن لسمو الشاعر د. جمال الخالدي

ـــــــــــــــ عنوان المجاراة : عَاشِقٌ وَلْهَانْ فِي عُهْدَةِ الرَّحْمنْ

.

مجارات للشاعر العباسي ابن زريق البغدادي المتوفى في الاندلس في القرن الرابع الهجري بعد ان غادر بغداد و ترك محبوبته لحاقا بالاندلس الواعد باحثا عن كريم عيش و زرق لهما فتوفاه القدر بعد ان مرض، و لقد كان محبا و عاشقا لمحبوبته ببغداد حتى اخر رمق و يقال ان هاتة القصيدة يتيمته ... قراءة ماتعة

.

ـــــــــــــــ عنوان المجاراة : عَاشِقٌ وَلْهَانْ فِي عُهْدَةِ الرَّحْمنْ

.

ـــــــــــــــ ابن زريق البغدادي

لا تــعــذلـيـه ، فــان الـعـذل يـولـعُـهُ @ قــد قــلت حـقـا ، و لكن ليس يسمعُه

جربــت في نـصـحه حــدا أضــر به @ من حـيث قــدرت أن الـنـصح ينفـعه

فاسـتعــملي الرفـق فـي تأنـيـبـه بـدلا @ من عذله فهومضـنى القلب مـوجعـه

يكفـيـه مـن لـوعة الـتـشـبـيـب أن لـه @ مـن الــنــوى كـل يــوم مـا يــروعـه

مــا آب مــن ســـفــر الا و أزعـجــه @ رأي الـى سـفـر، بــالعــزم يـزمـعـه

كـأنــمـا هـــو فــي حــل و مـرتـحـل @ مــوكـــل بــقـــضــاء الله يـــذرعـــه

أســتـودع الله فـي بــغـداد لـي قـمـرا @ بـالـكــرخ مـن فـلــك الأزار مـطلـعه

ودعـــتــه، و بـــودي لـــو يـودعـني @ صــفـو الـحـــيــاة و انــي لا أودعـه

و كم تشبث بي يـوم الرحـيـل ضحى @ و أدمــعـي مــسـتــهـلا ت و أدمـعـه

اعـتـضت من وجه خـلي بعد فـرقـته @ كـأسـا أجـرع مــنــهـا مــا أجـرعــه

لا يطمـئـن لجـنــبي مـظـجـع و كــذا @ لا يـطـمـئـن لـه مـذ بـِنـت مضـجعـه

عـسى اللـيـالي التي أضـنـت بفـرقتنا @ جسـمي، ستجمعني يومـا، وتـجـمعـه

و ان تــغِــلْ أحـــدا مــنــا مــنـــيـتـه @ فــمـا الـــذي بـقــضـاء الله يـصـنـعـه

.

ـــــــــــــــ د جمال الخالدي

إِنَّ الْحَــبـِيـبَ إِذَا ضَــاقـَتْ ذَرَائـِـعُــهُ @ يَـنْـفَـكُّ مِـنْـهُ عَـسِــيـلُ الْـوُدِّ يَــرْدَعُـهُ

إِنْ طَاقَ غَرْثَ شُهُورٍ ضَـاقَ رَادِفَـهَـا @ حَـتَّى تَـرَاهُ غَــدَا لاَ صَــبْـرَ يُـودِعُـهُ

فَٱرْحَلْ كَـلِيمَ شَجَـى فُــرْقٍ تُـصَارِعُهُ @ وَٱرْجِـعْ بِضَـرْعِ كَفَافٍ مِنْهُ تُـرْضَعُـهُ

اَلْمُكْـثُ فِي كَـنَفِ الْمَحْـبُوبِ فِي قَـتَـرٍ @ لِلــرِّزْقِ، يُــورِثُ بَـيْـناً ثُـمَّ يَـطْـبَـعُـهُ

اَلْـقُــرْبُ مِـنْـهُ صَـفَـا؛ لاَ بـُلْغَـةٌ لِصَفَا @ عَـيْشٍ بِغَـيْـرِ قَـوَامِ الْعَــيْـشِ يُـمْـتِـعُـهُ

أَمَّـا بِـغَــيْــرِ رِحَـابِ الـرِّزْقِ مُـدَّرَكـاً @ بِالْكَـدِّ لَـوْمَا نَـأَى، فَـالْـكَـرْبَ تُـودِعُـهُ

إِنْ كَانَ وَصْلُ حَبِيبِ الْعُـمْـرِ مُسْتَطَرٌ @ فِـي الْغَـيْــبِ إِنَّ لَــهُ وَجْــداً أُخَــبِّـعُـهُ،

إِنْ كَـانَ فِي أَمَـلِي وَعْدٌ لِــدَرْكِ مَـهَــا @ أَقْـرَيْــتُ عَــيْـنَــهُ فِـي، دَوْمـاً أُدَلِّـعُـهُ ،

عَـلِّي بِــهِ لَـحِـمٌ ، فَـالْـقَـلْـبُ فِـي لَـهَـفٍ @ لِلْأُنْـسِ فِـي رَغَــدٍ قَـدْ حَـلَّ مُـولِعُـهُ

أَمَّا إِذَا كَـتَـبَ الْـمَـوْت(و) لَهَـا صَرَماً @ أَرْدَفْتُ عُـمْرِي بِهِ، لاَ شَـيْءَ يُـرْجِعُهُ

فَــالـرُّوحُ لِي عَــلِـقٌ بِـالْـحِـبِّ مُلْـتَحِمٌ @ إِنْ قُـــدَّ مَـرْبَـطُــهُ فَـالْـقِــرْنُ يَـتْـبَـعُـهُ

إِنْ مِـتُّ قُـلْتُ لَهُـمْ: ضُـمُّـوا بِـتُرْبَتِهَا @ شِلْوِي بِحَيْثُ بَدَا فِي الرِّمْسِ مَصْرَعُهُ

عَلِّي هُـنَاكَ سَــمِي حِــبِّ شَـفَـاعَـتُـنَـا @ حُـبٌّ تَـمَـلَّـكَـنَـا فِـي الْـحَـشْـرِ نَـرْفَـعُهُ

فَالْحُبُّ يُوصِلُـنَـا، إِنْ كَــانَ فِـيـهِ وَفَـا @ للِّهِ، تَـــــمَّ لَـــــــهُ، رِفْـــدٌ يُـــوَزِّعُـــهُ:

وَ النَّـاسُ فِي حَـيَـرٍ، مَا سِـرُّ مَـبْـلَـغِـهِ @ فِي الْحَـشْرِ مَنْزِلَةً؟ مَا كَانَ يَصْـنَـعُـهُ؟

حُـبُّ الْإِلَـــهِ وَ حُــبٌّ فِــيـهِ مُـقْــتَـرِنٌ @ رِفْقاً بِخَـلْــقِــهِ فِـي صِـــدْقٍ يُـشَـفِّـعُـهُ

أَنْ لَـيْـسَ يَـدْخُـلُـهَا إِلاَّ صَـفِـيَّ جَـوَى @ قَـلْـبٍ يُـحِــبُّ لَــهُ، بِالْغَيْبِ يَـخْـشَعُـهُ:

فِي قُـمْـرَةٍ بِـيَـدِ الـرَّحْمَنِ مَـنْـشَـؤُهَـــا @ عُـدَّتْ لِــذِي سَـلَـمٍ فِـي الْقَـلْبِ يُودِعُهُ

صُـفْـرٌ حَـشَـاشَـتُـهَـا، قَـدْ زُرِّبَتْ لَبِنـاً @ مُحْدَوْدَباً وَ طِـلاَ بِـالـرَّقْــشِ بُـرْقُــعُـهُ

مَقْـصُورَةً حُـجِـبَـتْ غِـيـدٌ بِـأَرْوُقِــهَــا @ فِي قَصْرَ مِنْ قَصَبٍ، مَاسٌ يُشَعْشِـعُهُ

وَ الْحِبُّ فِي حُلَلٍ كَـالْــوَشْـيِ فِي دُرَرٍ @ شَـفَّــتْ مَـفَــاتِــنَـهُ، أَزْهُو أُدَعْــدِعُــهُ

فَالْـبَـيْـتُ عَــبْـقَــرَهُ رَبٌّ لِـذِي كَــرَبٍ @ فِي عِـشْـقِهِ خُلُصُ الْأَوْطَـارِ، مَـتْرَعُهُ

فُـرْشٌ عَـلىَ سُرُرٍ وَ الْخَوْدُ فِي حَـوَرٍ @ بِالْجَــنْـبِ ضَـاحِـكَةٌ، لِلْـبَعْـلِ تُـسْمِـعُهُ،

لَحْـنـاً كَـأَبْـهَى مَـلاَكٍ شَــادَ مُـنْـتَـشِـياً @ بِـالْـهَــمْـــسِ قَـائِـلَـةً قَــوْلاً تُـــدَلِّــعُــهُ

:لاَ تَخْشَ مِـنِّي مَلاَلَ الْعِـشْـقِ إِنَّ لَــهُ @ فِـي كُـلِّ جُـمْـعَــتِـنَـا، نَــبْعًـا يُـشَـبِّعُــهُ

نُـوراً تَصَــيَّـرَنِي بِالْـحُـسْـنِ نَـاضِـرَةً @ مِنْ سُنْدُسٍ رَدَنِـي، خُـضْـرٌ مُــدَرَّعُـهُ

قَالَتْ وَ بَــاسِـمَـةً فِي رَفْــرَفٍ نَـضِــدٍ @ كَالْعِهْنِ مَلْـمَـسُهُ : غَــارَتْ مَــدَامِـعُـهُ،

ذَاكَ الشَّـقَـاءُ بِفُـرْقِ الشُّغْـلِ فِي زَمَـنٍ @ وَارَتْ كَوَاكِـبُـهُ، فُـــضَّــتْ مَـوَاجِـعُـهُ

:خُـلْــدٌ فَلاَ فَـتَـرٌ يَــعْـلُـوكَ يَـا قَــدَرِي @ في الْحُسْنِ خَلَّدَنِي، لاَ بُؤْسَ يَـقْـشَـعُـهُ

لاَ مَـوْتَ يَـقْـرَبُـنَـا، لاَ حَوْلَ يَـسْـلِـبُـنَا @ غَمْرَ السَّـعَـادَةِ، فِـي فَــيْـضٍ يُـوَسِّـعُـهُ

حَوْرَاءُ فِـي صَعَـدٍ بِالْحُـسْـنِ فِي قُـمُرٍ @ أَزْهُـو بِـمُــفْــتَـتِـنٍ لِلْـعَــيْـنِ مَـطْـلَـعُـهُ

فَالـتِّـرْب طَــيْــلَـسُـهُ هَــاوٍ بِـمــنْـكِـبِهِ @ مُزْدَانُ فِي صَـقَـلٍ مَـرْقُـوشُ مَـلْــفَـعُـهُ

هَذَا جَزَاءُ فِـرَاقِ الْـحِـبِّ وَهْوَ ظَــمِي @ صَـــوَّانُ ذُو كَـلَـفٍ وَالْـفُـرْقُ يَـلْـفَـعُـهُ

وَهَّــاجُ مَهْـمَـا قَـضَى رَبِّي نَــوَائِــبَـهُ @ مَشْغُوفُ ذُو شَبَقٍ، فِي الضَّـمِّ يَلْـسَـعُـهُ

تِـلْـكَ اللّـُمَــيَّـةُ إِنْ كَانَ النَّـصِـيبُ بِهَـا @ فَـرْضٌ لِـمُـؤْتَــمَـنٍ، فـٱعْــلَـمْ وَدَائِـعُـهُ،

:شَرْطٌ صِيَانَـتُهَا، فَٱحْفَظْ غَضَاضَتَـهَـا @ قَارُورَةً رَخَصَتْ، فَٱحْـرُسْـهُ تُـوقِـعُـهُ!

إِنْ شُـقَّ فِي سَـقَـطٍ، لاَ جَـبْـرَ يَـلْأَمُــهُ @ عُـسْرٌ تَــدَارُكُ مَـنْ سَـحَّـتْ مَـدَامِـعُـهُ

فَـٱحْـذَرْ نَقِيمَ سَـمَا، إِن ضِيمَ مُنْـكَسِـراً @ بِـالْجَـنْبِ وَهْوَ وَفِي، فَـٱرْقُــبْهُ يَمْـنَعُـهُ

حُـبَّا سَـرَى بِـدَمٍ فِـيـهِ ٱسْـتَـوَى فَخِـماً @ ثُـمَّ ٱكْــتَــوَى هَـرِمـاً، نِـقْـمـاً تُـجَـرَّعُـهُ

فَٱرْغَبْ بِنَـفْسِكَ أَنْ تُــؤْذِي خَـلاَئِــقَـهُ @ فَـٱعْـشَـقْـهُ فِـي هَــيَـمٍ، دَوْمـاً تُـبَـايِـعُـهُ

إِلاَّ فَعَـلْـتَ فَـدَعْ عَـنْـكَ الْغَـرَامَ فَــلَــنْ @ تُـقْـرِيـكَ عَـاشِــقَـةٌ إِنْ كُـنْـتَ تَـقْـمَعُـهُ

تِلْكَ الْقُـلُـوبُ لَـهَـا رَتْـقٌ إِذَا فَــتَــقَــتْ @ إِلاَّ الْغَـرَامُ فَـبَـعْـضُ الْـفَـتْــقِ يَـنْزَعُـهُ

أَمَّـا إِذَا قَـضَــتِ الْأَقْـــدَارُ فُــرْقَ مَهَا @ وَالْـحُـبُّ مُـقْـتَـرِنٌ، بِـالـرُّوحِ مَـنْـبَـعُـهُ

وَالْـمَـوْتُ فَـضَّـهُــمُ، شِــلْـوٌ بِـآخِـــرَةٍ @ شِـلْـوٌهُـنَـا لَـهِـبٌ، شَــوْقًــا يُــجَـرِّعُــهُ

فَالْجَـمْعُ فِي غُـرَفٍ زُرْقٌ مَـدَاخِـلُـهَــا @ فِي جَـوْفِ لُـؤْلُــؤَةٍ، وُسْــعٌ مَخَـادِعُـهُ

فُــرْشٌ بِـهَـا عَـلِـقٌ، صُـفْـرٌ زَرَابِــيُـهُ @ الطَّرْفُ فِيـهِ سَـهَـا، مَـهْـدٌ مَـضَاجِـعُـهُ

وَالْقَـطْـفُ مُـقْـتَـرِبٌ أُمْـلُوجُ يُـوصِـلُـهُ @ كَـــفًّـــا عَـلَى وَثَـرٍ تَــرْتَـــجُّ أَنْـطُـعُـهُ

وَالْـحِـبُّ ذُو وَطَــرٍ لِلْحِـبِّ فِي سَـهَــرٍ @ كُــلٌّ يُـعَـاقِــرُ مَـا بِـالْـخَـفْـرِ يُـوزِعُـهُ

وَ الـرَّبُّ ذُو بَـسَـمٍ رَاضٍ لِعـَـيْـشِهِـمَـا @ خُـلْــداً بِـجَـنْـبِـهِ مَـا يَـنْـفَــكُّ يُـتْـرِعُــهُ

ذَاكَ الْوِدَادُ حَـدِيُّ الرَّوْعِ فِـيــكَ غَــداً @ إِنْ كُنْتَ مُصْطَحِباً، لاَ صَحْبَ تَطْمَعُهُ،

غَـيْـرَ الَّذِي بِوَفَـا، أَقْـرَيْتَ عَـيْـنَـهِ فِي @ عَـيْـشٍ بِـرُفْـقِــكَ فِـي أُنْــسٍ تُــوَادِعُـهُ

فَــٱلزْمْ كَـرِيمَ طِـبَـاعٍ، رُفْـقَ عَـاشِــقَـةٍ @ دَوْمـاً وَكُـنْ دَمِـثاً فِـي التّـَيْـمِ تُـوقِـعُـهُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق